د محمد العزة يكتب : السودان في الوجدان

د محمد العزة يكتب : السودان في الوجدان
أخبارنا :  

د محمد العزة :

قبل أيام قليلة في أحد أمسيات عمان الوادعة الدافئة و تحديدا من وسط بلدها ، و تلبية لدعوة إلى مأدبة عشاء اقامها الاستاذ حمادة فراعنة المحلل السياسي والكاتب في جريدة الدستور على شرف الضيف الكريم سعادة د حسن صالح سوار الذهب السفير السوداني وأفراد طاقم السفارة السودانية في الاردن ، و بحضور ثلة من الاصدقاء و اقلام الصحافة و المواقع الاخبارية ، سنحت لنا تلك الدعوة فرصة أن نقضي ذلك المساء تحت سماء أردن العروبة أمسية سياسية مميزة من أمسيات عمان العرب التي مدت يدها و صافحت الخرطوم و ردت عليها السلام و عانقتها.
"السودان في الوجدان " عبارة عفوية صدرت مني بعد أن أختتم الضيف حديثه عن مدى عمق العلاقة الأردنية السودانية الأخوية و الديبلوماسية و مشاعر التقدير المتبادل ما بين الشعبين الشقيقين ، معرجا بنبذة سريعة عن السودان الدولة الأولى في المساحة عربيا و افريقيا ، بوابة العرب الاستراتيجية على القارة الأفريقية و الحديث عن ادغالها و اغوارها و اسبارها و أسرارها ، ساردا بلغة جميلة دافئة واثقة محيطة ، لمحة عن التاريخ السياسي السوداني و تحولاته و محطاته و تطورات مراحل العمل الحزبي فيه و تنوعه و مشاركته في السلطة و تداولها و قدرة السودان و قواه السياسية وأن اختلفوا على تجاوز اختلافهم باللجوء إلى جوهر أخلاقهم التي نشأوا عليها و لأجلها صمد السودان و تجلت تلك السمات بالعفو و الصفح و المصالحة ، ليكشف د حسن سوار الذهب عن سر يتشارك فيه السوداني و الاردني وأغلب الشعوب العربية ، الا و هو أن السوداني يصفح و يسامح و يعفو و يقدم روحه و دمه كرما الا اذا مست كرامته ، هنا تنقلب الأمور رأسا على عقب ، ولعل هذا الخلق الكريم الاصيل اكتسبها السوداني من بيئته الطبيعية المدنية القروية و أرضها الزراعية و سهولها الخضراء حيث تعطي شعبها من خيراتها ، وأن غضبت فاض نيلها بفرعيه الابيض و الازرق ، ثم ليحدثنا عن الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي للسودان و ثرواته التي وهبها الله للسودان و كانت نعمة و احيانا نقمة ، جعلته محط أطماع القوى الكبرى و تدخلات الدول الأخرى في شؤونه ، وما زاد من أهميته دوره و روحه العروبية القومية ، حيث لم يغب أو يتأخر السودان الدفاع عن قضايا أمته العربية أو المشاركة في المعارك ضد الكيان الصهيوني التي شهدها تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ، داعما للقضية الفلسطينية القضية المركزية العربية .
في ختام كلمته بعث و بث د حسن سوار الذهب و بلغة جسد متواضعة معبرة ، رسالة طمأنينة حول مجريات الأحداث في السودان حاليا و تجاهها نحو الاستقرار ، و حمدالله على ما حباه من آمن و آمان للأردن الذي لم يشعر به غريبا مغتربا أو ضيفا بل عبر عن كرم و نبل الاردن قيادة و شعبا و تعامله و تبادله وإياه مشاعر الإخوة و العروبة ، هنا أشتعلت الأمسية بطوفان من إشارات و رموز الوحدة ، لتصطف الحروف في جملة و تصدر على لساني كلمة تلو الكلمة و بلهفة لتقول " السودان العربي في الوجدان الاردني" سعادة السفير ، كيف لا ونحن من درسنا و تعلمنا و عرفنا السودان أنه سلة الغذاء العربي ، اذا لم يكن سلة غذاء العالم وأنه ركيزة و وديعة الله للأمة العربية ليكون يوم وحدتهم على رأس أولوياتهم في تنميته و نهضته و لم شمله ضمن مشروع النهضة و التنمية العربية الاقتصادية ، فنحن جيل حفظنا و نشدنا بلاد العرب أوطان ، فلسطين وداري ودرب انتصاري ، مصر أرض الكنانة ، سوريا قلب العروبة النابض ، الامارات زايد الخير ، السعودية بلاد الحرمين و العطاء ، والعراق بوابة الأمة الشرقية ، يمن العرب و الأصالة و منبت الرجولة ، و الكويت الحاضنة وقطر دوحتها ، الجزائر ابا الشهداء ليبيا عمر المختار ، الصومال أرض الاحرار ، جيبوتي شرفة محيطها ، تونس الخضراء، المغرب تطوان و داره البيضاء ، لؤلؤة البحرين ، و عمان الحكمة ، لتجتمع كلها أمة عربية واحدة في قلب الأردن واحة الأمن و الأمان في عاصمته عمان عاصمة الوفاق والاتفاق ، ترقب من أعالي السلط عين على القدس و عين على عمان .

مواضيع قد تهمك