قصة قصيدة لم تنشر يا فؤادي.. قل هو الله احد.. الشيخ الحلبي يرحب بالكيلاني
محمود كريشان
يقول فضيلة الدكتور عبدالله ابراهيم الكيلاني: «يا فؤادي قل هو الله احد».. بهذه الجملة رحب الشيخ الحلبي بالدكتور فؤاد الكيلاني، وقد إلتقى به من غير معرفة سابقة في منزل العم محمد رسول باشا الكيلاني رحمهم الله جميعا، وقد حدثني د. ابراهيم عليان، طبيب التخدير في المدينة الطبية، ان د. فؤاد الكيلاني، كان يتميز بدقة عالية في سماع دقات القلب، فكان يشخص المريض دون حاجة لقسطرة، ولعل الشيخ الحلبي حصل له كشفٌ فهزه الاسم، و لعلها دعوة لأن تسمع ما وراء الدقات، وان تنتقل من الكون للمكون، وقد تفاعل الشاعر حسني زيد الكيلاني، مع الجملة فكتب قصيدة من بحر الرمل مطلعها :
يا فؤاديْ قُـل هو اللهُ أحدْ
قل هو الله وكن فيهِ أحد
إنَّ في الشوق إلى ذاك اللقا
غايةَ السعد ومن جدَّ وجَد
فانضِ عن قلبك ما رانَ على
جوهرِ الذات وبالذات اتحد
و ارمِ أثقالكَ لا تصعد بها
في سماء اللطف تشهد و تجد
أنت في الأصل ملاكٌ طاهرٌ
فاحذر الصلصالَ واعبُد واجتهد
فإذا الروحُ صفا جوهرُها
شعَّ من إشراقها هذا الجسد
مفردٌ والكلُ من أسمائه
قطرةٌ من بحرهِ وهو الـمدد
عالمٌ بالسرِ والنجوى فلا
تُدركُ الألبابُ إلا ما قصد
يهبُ الألطافَ من ألطافه
هبةَ المُعطي الذي لا يَسترِد
أحدٌ جلّ عن الضِدِ فلا
غيرُه إلاه قيومٌ صمد
ومحيطٌ بخفايا خلْقِهِ
قرُبَ الأمرُ لديهم أم بعُد
وعليمٌ بالذي كان وما
لم يكن فهو عليه المعتمد
أيها الشيخٌ الذي أغرقهُ
حبُّهُ لله في جزرٍ ومدْ
لا تغص في البحر واحذر عمقَه
وتريث حين تمضي واتئد
هزك الاسمُ فهل أدركت من
سره ما ليس يدريه أحد
رُبّ كشف لك لم تَعلم به
قذف الحقُ به والحقُ جَد
ذاك شأن الحال لا يعرفه
غير من ذاق ومن ذاق شهِدَ
أصلحَ الله لنا أحوالنا
ووقانا الله من عينِ الحسد
ايها الشيخ الذي اغرقه حبه لله في جزر ومد
هزك الاسم فهل ادركت من سره ما ليس يدريه احد؟.
ــ الدستور