جمعية الرعاية التنفسية الأردنية تقيم ندوة عن مرض الربو القصبي والتحديثات العلاجية والتشخيصية للمرض
أقامت جمعية الرعاية التنفسية الأردنية برئاسة الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الأحد محاضرة علمية وتوعوية عن مرض الربو القصبي والتحديثات العلاجية والتشخيصية للمرض وطرق مكافحة التدخين على المستوى الأردني والعربي.
وخلال المحاضرة التى حضرها لفيف من أطباء القطاع الخاص والحكومي وبمشاركة الدكتور طه التميمي مدير صحة العاصمة عمان ومساعديه والدكتور محمد العبادي رئيس جمعية الأطباء الناطقين بالروسية والدكتور امين المعايطة مدير مديرية ترخيص المهن سابقا ورئيس اختصاص الجلدية والدكتور جميل خشان رئيس جمعية الأطباء المؤهلين حملة الشهادات واعضاء الهيئة الإدارية بجمعية الرعاية التنفسية الأردنية وعدد كبير من الأطباء بمختلف التخصصات ولفيف من الخبراء والناشطين والإعلاميين والصحفيين الأردنيين والعرب، أكد الطراونة
أن هناك حرصا كبيرا على التواصل والتنسيق المشترك مع الجمعيات التنفسية العربية لوضع استراتيجية عربية لمواجهة أمراض الربو والتدخين في المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية في أمس الحاجة إلى مواجهة خطورة الأمراض التنفسية وخصوصا الربو والناتجة عن أضرار التدخين.
وقال الطراونة، إن عدد الوفيات الناتجة عن أضرار ومخاضر الربوة والتدخين في منطقتنا العربية كبير جدا ويحتاج إلى استراتيجية عربية وإقليمية واضحة من أجل المواجهة السريعة، مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق بين الجمعيات العربية ذات الصلة والاهتمام بالأمراض التنفسية.
وأضاف أن جائحة كورونا وما نتج عنها من مضاعفات لدى الكثيرين في منطقتنا يمثل جرس إنذار من سرعة التعاون والتنسيق لمواجهة أي أوبئة وفيروسات محتملة وخصوصا أن كورونا مازال يعيش في مراحل التطور السنوي، مؤكدا أن الربوة يعد من أخطر الأمراض التنفسية ولا يقل خطورة من جائحة كورونا.
ونوه رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية إلى أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث تؤكد خطورة الربو ومضاعفته على الصحة العامة للمريض، مطالبا بضرورة تشخيص المرض بشكل سليم من قبل الأطباء أصحاب الاختصاص حتى لا تتفاقم صحة المريض، محذرا من فكرة استخدام البخاخات دون الرجوع إلى الطيب.
ورأى الطراونة أن خطورة التدخين وأمراضة تمثل قنبلة موقتة وخصوصا في مجتمعاتنا العربية وخصوصا الأردن التي تنتشر فيها عادات التدخين المختلفة، محذرا من خطورة عدم وضع استراتيجية عربية ناجعة لمواجهة التدخين والعمل على الإقلاع عنه.
وشدد الطراونة على ضرورة أن يتحد ويتعاون العالم العربي مع بعضنا البعض من أجل تبادل الخبرات والأبحاث المتعلقة بمواجهة التدخين، مؤكدا أن المجتمع العربي في خطر حقيقي مع ارتفاع عدد المدخين فيه وخصوصا النساء والأطفال.
وحث الطراونة على ضرورة وضع بروتوكول واضح لمرضى الربو والأعراض المشابهة له بأقسام الطوارئ والمراكز الصحية وإنشاء سجل وطني لمرضى الربو
وأضاف ان مرض الربو يعتبر مشكلة عالمية، سيما في ظل انتشار الفيروسات التنفسية مؤخرا، كما انه يزيد الإنفاق في القطاع الصحي، نظرا لتكلفته الكبيرة، من حيث الأدوية والبخاخات والإدخالات للمستشفيات، لذلك فإن وضع بروتوكول واضح لمرضى الربو والأعراض المشابهة له بالطوارئ والمراكز الصحية وتفعيل الرعاية الصحية الأولية، وتشخيصه مبكرا بعد تحويل المرضى للعيادات المختصة، سيخفف من الأعراض وتكلفة العلاج، واستخدام الأدوية غير الصحيحة.
وأشار الطراونة الى ان علاج الربو يجب ان يتم بناء على خطة يضعها الطبيب المختص، حسب الأعراض لدى المريض وحالة الربو، لكن للأسف توجد لدينا مشكلة تشخيص حالات الربو اوعدم اكتشافها مبكرا، فالمريض يأتي أحيانا بمراحل متقدمة من المرض، مبينا ان هناك نحو 400 مليون حالة ربو بالعالم مع حلول عام ٢٠٢٥ حيث يعد الرقم مخيفا مع قله التشخيص السليم
ويعد الربو وفق الطراونة، من الأمراض التي قد تصيب الصغار او الكبار، وهو مرض تنفسي مزمن، يؤدي الى انسداد او تضيق في القصبات الهوائية، نتيجة التعرض لمحفزات، كالتعرض لروائح معينة، او مواد كيماوية، او غبار وأتربة، او الفيروسات التنفسية ومن أعراضه ضيق وصعوبة التنفس، والام في الصدر، والسعال، وعندما تتضيق القصبات من الممكن ان ينخفض معها الأكسجين، وحدوث تصفير بالصدر.
وبين ان اعراض الربو قد لا تحدث لسنوات، إلا ان احتمالية رجوعها واردة كونه مرضاً مزمناً، وهو بالوقت ذاته قابل للسيطرة عليه والوقاية منه، في حال تم تشخيصه مبكرا عن طريق طبيب مختص بالمجال، بعد اجراء الفحوصات اللازمة للمريض، وفي بعض الأحيان يكون هناك امراض مرافقة للربو، تجعل المرض غير مسيطر عليه، مثل الارتداد المعوي المريئي، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
وركز الطراونة على ما يسمى «الربو المهني»، أي الأشخاص الذين تحدث معهم أعراض المرض أثناء ممارستهم لمهنهم وعادة تكون أعمالهم خطرة على الجهاز التنفسي، لكنها تختفي بالعطل، كالعاملين بالمصانع والمناجم، والدهانين، والنجارين، والخبازين وغيرهم، حيث يجب تثقيفهم صحيا، وذلك بأن يقوموا بمراجعة الطبيب المختص كل عام لتقييم حالتهم، تجنبا لحدوث لهم تليف بالرئة، مع ضرورة التأكيد على اهمية اتخاذهم لإجراءات السلامة العامة، كارتداء الكمامة.
وشدد على ان التأخر في تشخيص حالات الربو، او عدم علاجها، من الممكن ان ينشأ عنه مضاعفات، منها تعرض المريض الى هجمة ربو شديدة، قد تؤدي الى نقص بالأكسجين، وانسداد القصبات الهوائية، والإدخال للعناية الحثيثة، وأحيانا للوفاة، مؤكدا على ان العلم تقدم بشكل كبير في علاج هذا المرض.
وفي موضوع بخاخات الربو، قال الطراونة انه الآن يوجد بخاخات خففت على المرضى، حيث اصبحت تحتوي على نوعين من الأدوية، لكن مازال هناك تخوف عند البعض من استخدامها، مشددا على انها لا تؤدي الى الإدمان، فهي عبارة عن وسيلة لإيصال العلاج للرئة، حتى تكون الفعالية اكثر والقابلية للعلاج اسرع، والمواد فيها تحتوي على مواد مضادة للالتهاب، ومواد موسعة للقصبات الهوائية فقط.
ودعا الى عدم استخدام البخاخات بطريقة عشوائية وغير صحيحة، لأن لها استعمالات معينة لحالات معينة، ويجب ان لا تصرف الا بوصفة طبية من الطبيب المختص بهذا المجال، فهناك بخاخات اذا استخدمت من الممكن ان تحدث جرعة زائدة، او تسارع بنبضات القلب، او مضاعفات وفطريات داخل الفم والحلق، إذ يوجد استعمال جائر للمضادات، وبعض انواع البخاخات التي لا تناسب الحالات المرضية لبعض الأشخاص.
كما طالب بعدم التساهل بتناول ادوية الكورتيزون لأمراض الربو، حيث انها تعطى كعلاج لحالات معينة وتحديدا للذين يتعرضون للهجمات الربوية الشديدة، فيجب ان تصرف تحت اشراف طبي، لان لها طريقة معينة بالأخذ والإيقاف، ومن الممكن ان تؤدي لمضاعفات منها الوفاة في حال سوء استخدامها.
ونصح المرضى بالالتزام بالأدوية التي تصرف لهم من قبل الطبيب، فكل دواء يصرف حسب حالة المريض وتصنيف الحالة، فهناك حالات متوسطة وخفيفة وشديدة، ويتم تقييم المريض والأدوية اللازمة بالعلاج، فعلاج الربو يعتمد على زيادة الجرعات او تخفيضها.
وفي ظل انتشار الفيروسات التنفسية، نادى الطراونة بالاهتمام بالصحة المدرسية، وتثقيف الأطفال والكوادر عند حدوث أعراض تنفسية معهم، بالإبلاغ عنها، لعرضهم على الطبيب، واتخاذ الاجراءات الطبية مبكرا، بالإضافة لتثقيف الكوادر الصحية مزودي الرعاية الصحية، وتفعيل القوانين وتطبيقها بخصوص التدخين بشتى أنواعه سيما السجائر الالكترونية، حيث ان التدخين يفاقم مشكلة مرض الربو، والأردن يعتبر سادس دولة في العالم بالتدخين تحت سن 18 عاما