لارا علي العتوم : بعد اليوم
لن يستيقظ أهل غزة بعد هذه الايام على القنابل ولو للفترة الطويلة القادمة، ولن يستطيعيوا ان يبنوا مدينتهم بسهولة، كما لن يستطيع الذي أفقدته الحرب اهله ان يستعيدهم، العديد من الامور ستأخذ وقتها لتصبح كما كانت او على الأقل قريبة مما كانت، ولكننا نأمل بالسلام الدائم على ارض القنابل التي تلقتها على مدار السنين اكثر من زوارها.
أثمرت الجهود الاردنية فلم يدخر أحد اي جهد في أي مجال، فالاوضاع كانت ولا زالت اولى اولويات جلالة ملكنا حفظه الله، واثمرت الجهود العربية التي كانت تصب في مصلحة الحق الفلسطيني وافلحت الوساطة القطرية، الجميع يعيش لحظات جميلة حتى أن منطقتنا تتابع بكثب استلام الرئيس ترامب مسؤولياته، فلقد ساهم في دعم الجهود العربية وسيكون له نظرته في حفظ التوازنات في منطقتنا، بما يجعله الرئيس الامريكي الاول الذي يتم متابعته من الشارع العربي بهذا الاهتمام.
ستأخذ غزة الكثير من الوقت لاعمارها إلا أنه وقتاً سيكون مرحاً على القلوب، وكذلك سوريا التي طالما كان يحلم اهلها بلحظات طمأنينة بعد 14 عاماً من النحيب سبقتها سنوات من الظلم لم يكن لأحد يستطيع قراءته من شدة بأسه، فأحياناً عند اشتداد الظلم تكون الشكوى بالكتمان بسبب الخوف.
بعد عدة سنوات من الضرر والحرب او عدم استقرار ستدخل منطقتنا مرحلة السكون للبناء والازدهار ليبقى جانب فيها كالسودان وليبيا والصومال واليمن ينتظر اليوم الذي سينعم به بالسلام الدائم ويشهد فيه اعمار يضع الامل في النفوس.
بعد عدة سنوات من القلق والخوف، تمتلئ القلوب بالامل، الأمل بإعمار منطقتنا والسلام فيها والازدهار لمدنها والتطور والتقدم، وان نكون جزءا فاعلاً من الصناعات الحديثة التي تملئ العالم كما كنا جزءاً من حرباً بسبب الاطماع التي تزيد ولا تنقص.
الجهود العربية الواحدة التي رأيناها وشهدناها لقادتنا دون تعب او ملل وضعت في قلوبنا الأمل بوحدة عربية واحدة، رغم ان العرب لم يشعروا ابداً إلا أنهم كيان وجسم واحد ولكن الاحداث وضعت الامل في القلوب بإمكانية تحقيقها خاصة بعد ثمار الجهود العربية التي رأيناها.
بعد هذه الحرب تغيرت الاحلام لتكون أهدافاً وتكاتفت الايادي حتى لا تبتعد يوماً واتحدت القلوب حافظتاً وطناً جميلاً فيها اسمه الوطن العربي.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.
الدستور