الأخبار

سارة طالب السهيل تكتب : تطوير رقمنة لغتنا العربية فرض عين (2-2)

سارة طالب السهيل تكتب : تطوير رقمنة لغتنا العربية فرض عين (22)
أخبارنا :  

لا شك أن التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة، والجامعات؛ يمثل ضرورة ملحة من أجل بناء بنية تحتية رقمية لتعزيز اللغة العربية بوتيرة أسرع، توفر فرصا مناسبة لكي تتكيف لغتنا العربية مع تقنية الحاسب والشبكات، وتعالج إشكاليات الترجمة وتعريب المصطلحات، بما يجعلها قادرة على صناعة المعلومات وتدفقها والارتقاء بمستوى البرمجة النصية لتشمل النصوص الإبداعية القديمة والحديثة، وأرشفتها وحفظها إلكترونيًا، كالدواوين الشعرية، والقصص والروايات، وأمهات الكتب ومصادرها، والمسرحيات، والنصوص التراثية، والنصوص المعجمية والموسوعية، والمخطوطات وغيرها.

وتطوير المؤسسات المتخصصة باللغة العربية والبرمجة وتأهيل الكوادر وتطوير المنصات محورا رئيسيا في تعزيز المحتوى الرقمي للغة العربية على شبكة المعلومات.

جهود موفقة

رغم حاجتنا المتسارعة لتطوير لغة الضاد لاستيعاب وإنتاج المعارف الرقمية بشكل أعمق وأكبر مما نحن عليه، فان بعض دولنا العربية نجحت في تقديم تجارب رقمية مبدعة للغتنا العربية شكلت مبادرات ينبغي البناء عليها والتوسع فيها لإحياء لغتنا رقميا مثل مبادرة برنامج الملك عبد الله للترجمة، ومبادرة سدايا في السعودية لتحسين الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية.

و«مبادرة محمد بن راشد» للغة العربية، ومنصة «مدرسة» التعليمية التي أنتجت أكثر من 1000 فيديو تعليمي، وتجاوزه حاجز 14 مليون مشاهدة.

وسعت مبادرة «بالعربي» لتحسين جودة المحتوى العربي ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها المرتبطة بالتراث والتاريخ العربي.

رهان الذكاء الاصطناعي

يراهن المتخصصون في الرقمنة على الذكاء الاصطناعي في دعم اللغة العربية وسرعة انتشارها وتوظيف قدراتها في الفضاء الرقمي من خلال تطوير الترجمة الآلية كأحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم اللغات، وما يوفره من التقنيات المتقدمة للترجمة من وإلى اللغة العربية بدقة عالية، وهو ما يحقق التواصل بين الناطقين بالعربية وباقي لغات العالم. خاصة وأن أنظمة الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتعلم السياقات الثقافية والمعاني للكلمات، بما يضمن ترجمة أكثر دقة وملاءمة للثقافة العربية.

وبحسب المختصين، فان الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة في تحسين أساليب تعلم اللغة العربية عبر تقنيات تعلم الآلة، وتصميم تطبيقات ذكية تساعد المتعلمين على ممارسة اللغة وتطوير مهاراتهم من خلال التفاعل الصوتي والنصي.

تتيح تقنيات المعالجة اللغوية الطبيعية

ويوفر الذكاء الاصطناعي تقنية القدرة على تحليل النصوص العربية بطرق متعددة، مثل التعرف على الكيانات والموضوعات، وتصنيف النصوص، واستخراج المعاني الضمنية. يمكن استخدام هذه التطبيقات في العديد من المجالات، من الصحافة والإعلام إلى التسويق الرقمي والتعليم، مما يعزز من وجود اللغة العربية في الفضاء الرقمي.

ويوفر الذكاء الاصطناعي تقنيات لحفظ التراث اللغوي العربي، واللهجات المختلفة والأمثال الشعبية والأشعار القديمة.

قد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبات، في تطوير رقمنة اللغة العربية تتعلق بمشكلات النحو والصرف وثراء المفردات والمعاني لكن مع تطور التقنيات الحادث بسرعة فائقة يمكنه التغلب على جزء كبير من هذه المشكلات.

ويحتاج توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي في رقمنة اللغة العربية وتطوير محتواها على الشبكة العنكبوتية، ضخ استثمارات عربية في بحث وتطوير قدرات اللغة العربية لتصبح وعاء للمعرفة الرقمية وإنتاجها وتصديرها.

تشجيع المبرمجين العرب على تقديم مبادرات لتطوير رقمنة اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، وإقامة مسابقات متخصصة لدعم استخدام اللغة العربية في الفضاء الرقمي.

وضرورة تعاون الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات التقنية الحاسوبية، في دعم اللغة العربية وتقديم محتوى اليكترونيينافس المحتويات العالمية، خاصة وأن صناعة المعلومات تعد مقياسا فاعلا لتقدم الأمم وازدهارها، ونشر المعلومات وتنظيمها وإخراجها باللغة العربية، صار فرض عين على العلماء والمثقفين والمتخصصين بلغة الضاد ولغة البرمجة كافة بما يضمن أن تظل لغتنا حية نابضة وهويتنا مصونة بصون لغتنا تطورها. ــ الراي

مواضيع قد تهمك