الأخبار

رمزي الغزوي : أبو منشار

رمزي الغزوي : أبو منشار
أخبارنا :  

يصفه البعض بمخطط جهاز (ريختر) يسجل زلزالاً عالمياً يقلبها رأساً على عقب. ورأه صديق نافذ البصر، بأنه منشار أكول نهوم «يهرف على الرايح وعلى الجاي». وفسرته زميلة ضليعة بتحليل التواقيع ونفسيات أصحابها، بأن خربشة دونالد ترمب ليست سوى نبضات قلب تضخم بعد تكلس بليد في الأوردة والشرايين.
أما عرافة فيسبوك زرقاء السلامة فقالت، بعد أن ذرفت إعجابها حزناً ورأفة لحال عالمنا الأحمر، هذا شخص بركان، متهور كلغم أرضي، سريع الغضب والرضا، لن يثبت على حال ومآل، ستراه ليلاً هنا ونهاراً هناك. ينقض ما يبنيه في ظهر الغد.
بعدما رأينا الرئيس العائد بقوة إلى البيت الأبيض يستعرض توقيعه العجيب عقب إمضائه أوامر تنفيذية تنسف كثيرا من قرارات سلفه تذكرت ما حل بقرية في الحكايات الشعبية هرع رجالها إلى شيخهم ليقرأ رسالة وصلتهم من السرايا، وهم يتوقعون فيها شراً كبيراً.
الشيخ لم يقل إنه أميٌّ لا يعرف القراءة، ولم يدخل مدرسة أبداً، بل أخذ يتأمل الرسالة ويقلّبها بيدين متغضنتين، ويجعل أسفلها عاليها وعاليها أسفلها، ثم يديرها 180 درجة حتى زاغ بصره قبل أن يقرأ محشرجاً ودمعة عالقة بزاوية العينين، خطوط طايحة، وخطوط طالعة، وإن سلمتم من الطالعة، لن تسلموا من النازلة.
المدقق في توقيع الرئيس سيراه منشارا يقطع على الجانبين. لكنني أراه خطوطاً طايحة وأخرى طالعة، فنحن أمام شخصية نرجسية إلى أبعد الحدود، وزنبركية انفعالية معنية بالفعل ورد الفعل.

وهذا الاستعراض في التوقيع يجعلنا نخمن أنه يريد القول إنه سيعيد ألقاً مطفأً لإمبراطورية بارت أضواؤها، ولكن بطريقة الهجوم على كل الجهات والجبهات متخذا سياسة (أبو بصلة محروقة)، الذي يتعجل ويسحبها من الجمر يحسبها ناضجة، بعد أن اسودت قشرتها.
يرى محللو التواقيع أن ظهور علامات مثل المخالب دلالة إثبات الذات ولو بالقوة، وكأن الشخص يريد أن يثبت نفسه ولو بالقوة البدنية، وهو غالباً ما يكون محباً للتحدي والتنافس ولا يمكنه العيش بلا هذه الثيمات. ولهذا يريد أن يبدو منشاراً أكثر من أي شيء آخر. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك