خلدون ذيب النعيي : الشرطة المجتمعية.. عفاكم رؤيةً وأداءً
تعرض سقف منزل احد العائلات التي تسكن في البادية الشمالية للسقوط في منتصف الليل مؤخراً وحالت العناية الإلهية دون اصابة اطفال العائلة بضرر حيث هرع الجيران لمساعدة العائلة مع برودة الجو الشديدة وقتها وذلك لغاية الصباح، حيث تم التواصل مع مختلف الجهات لمساعدة الاسرة المتضررة ومن ضمنها الشرطة المجتمعية في اقليم الشمال لحشد الطاقات المجتمعية وتنسيقها لترميم المنزل فكانت الاستجابة الرائعة من مختلف جهات المجتمع المحلي لمساعدة الاسرة من كل جهة، وهو الشيء الذي مكن وبجهود رائدة وسريعة من جمع المستلزمات الانشائية في اقل من 48 ساعة وبطريقة تحفظ كرامة وانسانية العائلة الكريمة.
كان المبدأ الذي أطلقت به الشرطة المجتمعية من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأن «كل مواطن خفير»، وبالتالي فالمواطن يعتبر طرفا أصيلا في العملية الأمنية وليس فقط متلقيا للخدمة فالدولة مهما امتلكت من امكانات مادية ومقومات بشرية فلا غنى عنها عن تعاون المواطن في العملية الامنية، وأهم مبدأ من مبادئ الأمن هو وأد اسباب الجريمة والذي يقف الفقر في مقدمتها، ومن هنا يعتبر تكاتف المجتمع ككل في المساعدة بتوفير فرص العمل الكريمة لأرباب الأسر والشباب كذلك توفير المساعدة الآنية للأسر التي تتعرض لحوادث مفاجأة بما يخص مأواها ومورد دخلها استراتيجية قوية واثبتت نجاحها في هذا المضمار، وهو الشيء الذي استطاع فيه جهاز الأمن العام ممثلاً بالشرطة المجتمعية القيام به من خلال تنسيق الجهود المجتمعية المختلفة للمصلحة العامة وبمهارة مهنية لاقت استحسان الجميع وذلك لما يتمتع به هذا الجهاز الوطني من سمعة طيبة وثقة المواطن على مدى تاريخه.
المواقف الميدانية بلا شك هي المحك الرئيسي لمدى نجاعة مختلف النظريات، وبمواقف سابقة عديدة فضلاً عما جرى لهذه العائلة خلال الليلة الباردة وما تبعها حتى تأمين المنزل بمستلزمات ترميمه يشير أن بذرة الخير في مجتمعنا الاردني تزداد قوة بحمد الله وتبرز في المواقف بفزعة تحمل كل معاني الإيثار وحفظ إنسانية الانسان، ويُسجل للشرطة المجتمعية موقفها في حشد الجهود المجتمعية بشكل منظم للمصلحة العامة وكرؤية وطنية تجسد التشاركية بين رجل الأمن والمواطن في الهم الأمني والاجتماعي فكانت دوماً على قدر ثقة مواطنها شريكها الاستراتيجي في الواجب.
والعمل العام المميز حق له ان يعمم ويبرز أصحابه خلافاً لما درجت عادة البعض من إظهار المواقف السلبية فيه، فكل الشكر للرائد مالك القاضي رئيس القسم والنقيب محمد البلوي على جهودهما لغاية ترتيب ترميم منزل هذه العائلة مع المجتمع المحلي وبطريقة تحفظ كرامتها وإنسانيتها وصولاً لإعادة رسم الابتسامة على وجوه اطفالها..
شكراً لكم من القلب أنتم وكافة كوادر الشرطة المجتمعية وأنتم تظهرون عظمة عطاء مجتمعنا الأردني وتضامنه كالجسد الواحد.
ــ الدستور