م. وائل سامي السماعين : نشامى الجيش العربي: مستشفيات ميدانية تضيء الأمل لنصف مليون فلسطيني
في ظل الغياب الواضح للإعلام المحلي والفلسطيني والعربي عن تسليط الضوء على الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المستشفيات الميدانية الأردنية، والتي يشرف عليها نشامى الخدمات الطبية الملكية الأردنية، تتجلى صورة العطاء الأردني وروح النشامى في أبهى صورها. هذه المستشفيات تمثل نموذجاً فريداً للتضامن الإنساني، حيث تُقدم خدمات طبية متميزة للأشقاء في الظروف الصعبة، مما يعكس القيم النبيلة والأصيلة التي تميز الشعب الأردني وقيادته الحكيمة.
وانطلاقًا من هذا الدور الإنساني العظيم، لا بد من تسليط الضوء على الجهود الجبارة التي تبذلها تلك الكوادر الطبية تقديرًا لما تقدمه من دعم ومساندة لأهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية ، حيث قامت القوات المسلحة الأردنية، بتوجيهات ملكية سامية، بإطلاق ثلاثة مستشفيات ميدانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. هذه المستشفيات لم تكن مجرد مبانٍ طبية، بل كانت شعلة أمل تنير حياة الآلاف ممن أرهقتهم الحرب والحصار، حيث تلقى اكثر من نصف مليون فلسطيني العلاج والشفاء على ايدي نشامى الجيش العربي من الخدمات الطبية الملكية ، فقد كان للمستشفيات الميدانية الاردنية ابلغ الاثر في تخفيف معاناة الاشقاء الفلسطينيين . فهذه نبذة مختصرة عنها
المستشفى الميداني الأردني – شمال غزة
تأسس عام 2009 في مدينة غزة، ليصبح نقطة دعم أساسية للسكان، حيث يواصل تقديم خدمات طبية وإنسانية تلبي احتياجات المنطقة على مدار الساعة.
المستشفى الميداني الأردني – جنوب غزة (خان يونس)
أُنشئ في أواخر نوفمبر 2023 لتعزيز الرعاية الصحية في جنوب القطاع، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررًا.
المستشفى الميداني الأردني – نابلس
أُقيم في أواخر نوفمبر 2023 في الضفة الغربية لتقديم الرعاية الطبية الطارئة لسكان مدينة نابلس وضواحيها.
اما فيما يتعلق بالانجازات الطبية فهي تعكس التفاني والاحترافية فحتى منتصف يناير 2025، حققت المستشفيات الميدانية الأردنية أرقامًا قياسية في تقديم الرعاية الصحية:
عدد المراجعين: قدمت الخدمات الطبية لـ 521,066 مراجعًا.
العمليات الجراحية: أجرت الطواقم الطبية 21,147 عملية جراحية، تضمنت عمليات نوعية ومعقدة، أنقذت حياة العديد من المرضى.
معالجة مصابي الحرب: تعاملت الفرق الطبية مع 55,722 مصابًا، تأكيدًا على التزامها بتقديم الرعاية المتقدمة للمحتاجين.
ومن ثم جاءت مبادرة استعادة الأمل , ففي نهاية سبتمبر 2024، أُطلقت مبادرة "استعادة الأمل" بتوجيهات ملكية سامية، مستهدفة تقديم حلول مبتكرة للجرحى والمصابين من المبتورة اطرافهم حيث نجحت الكوادر الطبية في تركيب 254 طرفًا اصطناعيًا في قطاع غزة، مستهدفة توفير أكثر من 14,000 طرف اصطناعي للمصابين ممن فقدوا أطرافهم بسبب الأحداث.
المستشفيات الميدانية الأردنية نموذجًا فريدًا في العمل الإنساني. فالأردن، بقيادته وشعبه، يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الظروف، مساندًا ومعززًا لصمودهم أمام التحديات , ولا ينتظر الشكر من احد , بل انطلاقًا من قيمه الإنسانية النبيلة.
يبقى الأردن والأردنيون نبراسًا للرقي الإنساني، ينيرون دروب الأمل وسط أحلك الظروف، ويثبتون أن العطاء والنبل قيم خالدة تتجاوز حدود الزمان والمكان.