الأخبار

كمال زكارنة يكتب : الامل الفلسطيني يسحق الاجرام الصهيوني.

كمال زكارنة  يكتب : الامل الفلسطيني يسحق الاجرام الصهيوني.
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
ونحن نشاهد في الامس، العنفوان والقدرة والقوة والصمود والمجد والعزة والكرامة والشهامة والرجولة والبسالة والشجاعة ،وكل الاوصاف الرديفة التي وردت في قاموس اللغة العربية،تتجسد في شوارع وازقة وحارات غزة ،نستطيع القول بكل فخر واعتزاز، اننا امام معجزات بشرية ،لم يعرف بنو البشر لها مثيلا ،في اية حقبة تاريخية منذ وطأت قدم سيدنا آدم الارض حتى اليوم.
شعب عاش سبعة عشر عاما من الحصار المطبق ،وخمسة عشر شهرا من الحرب الضروس والابادة الجماعية الشاملة ،قاتل خلالها اعتى واقوى الدول والجيوش وصمد في وجهها وهزمها ،يخرج في الساعة الاولى لوقف اطلاق النار ،بهذه القوة والأنفة والتحدي والجرأة ،والسيطرة والقدرة والنظام ،مرفوع الرأس يعتز بانتصاره وصموده ،ويستعد لكل الاحتمالات الاخرى ،لا يمكن لأي قوة في العالم ان تهزمه او تنال منه ،او تمنعه من تحقيق اهدافه الوطنية وحقه في الحرية والاستقلال.
اذهلت غزة امس ،في الساعات الاولى بعد وقف اطلاق النار،العالم اجمع، كما اذهلته في صمودها الاسطوري مقاومة وشعبا ،وفتح الاعداء قبل الاصدقاء افواهم وشخصت عيونهم ،مذهولين متعجبين متسائلين،اي شعب هذا ،من اين خرجوا هم وأسلحتهم وألياتهم وسياراتهم بأعدادهم الكبيرة ،بكل هذه الامكانات والقدرات والشموخ والتحدي.
ما اظهرته غزة امس يجسد حقائق مهمة جدا ،اهمها ،ان ما بعد السابع من اكتوبر 23 لن يكون كما قبله على صعيد القضية الفلسطينية،على المستوى الفلسطيني والمستوى الاسرائيلي .
فلسطينيا،رغم الثمن الباهظ بشريا وماديا ،الا ان معادلة الصراع مع الاحتلال تغيرت جذريا لصالح الشعب الفلسطيني ،الذي كسر وحطم بنجاح هيبة جيش الاحتلال ،واطاح بنطرية الرعب والردع الاسرائيلية ،وازداد الشعب الفلسطيني جرأة وشجاعة ضد الاحتلال ،وهو الان قادر على مواجهة ومقاتلة المحتل في اي وقت وهزيمته ،وان الاجيال الفلسطينية والعربية القادمة، سوف تكون على استعداد كامل لقتال المحتل ،ولم تعد تقبل بوجوده نهائيا،كما زاد الفهم العالمي للقضية الفلسطينية والقناعة العالمية بعدالتها ،وبحقوق الشعب الفلسطيني ،وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني،كما فتحت جبهات عربية جديدة ضد الاحتلال.
اسرائيليا،كشفت الحرب الوجه الاجرامي والارهابي الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي ودويلة الكيان الغاصب لفلسطين، امام العالم كله،واقصت قادة ووزراء سياسيين وعسكريين اسرائيليين عن المشهد السياسي والعسكري ،وأدت الى تصدع وخلخلة جسد الكيان ،والى هجرة عكسية ونزوح داخلي ،وازمات اقتصادية وامنية واجتماعية وغيرها.
الحرب لم تنته بعد،وما نزال في بدايات نتائجها وابعادها ،والاثار الناجمه عنها لم تظهر بعد ،على المستويات الفلسطينية والاسرائيلية والاقليمية والدولية ،والمنطقة امام مرحلة جديدة بكل تفاصيلها جغرافيا وديمغرافيا وسياسيا .
ولا بد من الادراك، بأن السياسة الامريكية الخارجية المنتظرة خلال السنوات الاربع القادمة،وخاصة بالنسبة للشرق الاوسط ، لن تكون استمرارا وتقليدا للادارات السابقة .
المهم ان القضية الفلسطينية خرجت من هذه الجولة من الحرب قوية ،تتصدر الاهتمامات العالمية ،واسرائيل تعرت وعزلت دوليا ،وخسرت وتراجعت كثيرا، على المستويات كافة داخليا وخارجيا.

مواضيع قد تهمك