علاء القرالة : نكران دور الأردن.. ماذا عن دور شعبه؟
لنتفق اولا بان الاردن بقيادته الهاشمية قام بما قام به «لأجل الأبرياء» بغزة والتخفيف من معاناتهم وتضميد جراحهم ودعم صمودهم فقط ومن باب الواجب العربي القومي والنخوة الهاشمية الاردنية، غير منتظرين من أحد شكرا وعرفانا او امتنانا او ثناء، فالاردن الرسمي اعتاد نكرانكم وجحودكم، فماذا عن شعبه؟.
للاسف هم نفسهم من كانوا في كل خطاب لهم يحرضون شبابنا وشارعنا على دولتهم وامنهم واستقرارهم من خلال دعوات لا تمت للواقع بصلة، كما دعوتهم لاقتحام الحدود والسفارات واثارة الشغب والفتن وجعلهم وقودا لإثارة الفوضى وهذا ما اتضح بعد عدم ذكرهم في خطاب وقف إطلاق النار وانتهاء العدوان.
رد الاردن الرسمي على محاولات التحريض وفصل الموقف الرسمي عن الشعبي كان دائما يتحلى بالصبر والحكمة وكتم الغيض، متحملا النكران والجحود من قبل من اعتبروا خسائر شعبهم تكتيكية وحسب وصفهم هم.
ما زال الوقت مبكرا على جرد الحساب وما تعرضنا له من مؤامرات ومكائد واثارة للفتن والقلاقل، وما ايضا تعرضنا له من ضغوط اقتصادية وسياسية لاجل تصفية القضية الفلسطينية، الا ان الوقت سيأتي وسيحاسب كل مخطئ بحق الشعب الفلسطيني والمغامرين بمستقبله، غير انني اشعر بكثير من الاسى والالم لعدم الاشارة لدور الشارع الاردني وشعبه طيلة الشهور الطويلة الماضية والذي لم يغب يوما او ساعة عن دعم الصمود بالاعتصامات والمقاطعة وكل ما يلزم لدعم صمود غزة.
لا اعرف ان كان هؤلاء المغامرون يدركون حجم ما قدمه الاردن لغزة والضفة الغربية من مساعدات انسانية وطبية، ولا اعرف اذا ما اصابهم العمى عن مشاهدة شاحناتنا وطائراتنا وهي تكسر حصار غزة وبشكل جسد روح التضحية والنخوة الاردنية الهاشمية الاصيلة، ولا اعرف اذا ما كانوا شاهدوا وسمعوا خطاباتنا وتحركاتنا الدبلوماسية ام انهم كانوا مشغولين فقط بتحريض الاردنيين وفصل موقفهم الشعبي عن الرسمي.
"الاردن الدولة» اكبر بكثير من ان تكترث «لشكركم وثنائكم» عليها، ويكفيها فخر واعتزاز باننا عملنا على رسم البسمة على وجوه اطفال غزة واعادت لفاقدي الامل أملهم، وبكل «خطوة واجراء» قمنا به كانت هناك فرحة تتجسد في عيون ام ثكلى وعجوز لا حول له ولا قوة وطفل سلبت منه براءته، فلا اعرف ان كنتم قد سمعتم ما قاله اهل غزة بالاردنين وقائدهم، وان لم تسمعوا اعيدوا الاف الفيديوهات التي تغنت بمواقفنا.
خلاصة القول، لن يثنينا نكراكم وجحودكم وغلكم وسواد قلوبكم ومن يحرضكم عن الاستمرار بدعم اهل غزة بالصمود، فكما دعمنا وعلى مدار 70 عاما القضية الفلسطينية والفلسطينيين وفتحنا لهم بيوتنا وتقاسمنا معهم كل شيء دون تمييز، سنستمر بدعمهم حتى اقامة دولتهم واسترداد حقوقهم، ولن نلتفت لكل «هرطقاتكم» انتم ومن يحرضكم وتحرضون علينا. ــ الراي