هاني الهزايمة : للمتصيدين في الظلام.. الأردن لا يحتاج لإثبات مواقفه
في عالم تتغير فيه المواقف وتتبدل فيه الولاءات، يبقى الأردن شامخًا في مواقفه، ثابتًا على مبادئه، وداعمًا لأشقائه العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني. هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بأفعاله، لم يكن يومًا بحاجة إلى من يُذكره بواجباته تجاه قضايا الأمة، فهو دائمًا في المقدمة، سباقًا للخير، وداعمًا للأشقاء، دون أن ينتظر شكرًا أو اعترافًا من أحد.
منذ تأسيسه، والأردن يقف إلى جانب أشقائه العرب في كل المحن والشدائد. دعم القضية الفلسطينية لم يكن يومًا شعارًا يرفع أو ورقة سياسية تُستغل، بل كان وما زال عقيدة راسخة لدى القيادة والشعب الأردني. في كل مرة تتعرض فيها فلسطين أو غزة لعدوان صهيوني غاشم، يكون الأردن أول من يمد يده بالدعم، وأول من يفتح أبوابه لاستقبال الجرحى واللاجئين، وأول من يرفع صوته في المحافل الدولية دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين.
الأردن لم يبخل يومًا بجهوده السياسية والدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية. من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، إلى المبادرات التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل، كان الأردن دائمًا في طليعة المدافعين عن الحق الفلسطيني.
الأردنيون، شعبًا وقيادة، لا يتفاخرون بما يقدمونه للأشقاء، ولا يطالبون أحدًا بالاعتراف بفضلهم. هذا البلد بُني على الكرم والنخوة وعزة النفس، وهي قيم متجذرة في ثقافته وهويته. ما يقدمه الأردن للأشقاء في فلسطين وغزة، وفي غيرها من المواقع، ليس منةً ولا فضلاً، بل واجب يفرضه الدين والعروبة والإنسانية.
أما أولئك الذين يحاولون التقليل من الموقف الأردني أو يستصغرون ما يقدمه، فهم كمن ينفخ في رماد. هؤلاء الناعقون، الذين يتصيدون في الظلمات، لا بواكي لهم، ولا قيمة لكلامهم. مواقف الأردن يعرفها الجميع، من الأصدقاء والأعداء على حد سواء. هذا البلد الصامد في وجه التحديات، الذي يواجه أعباء اقتصادية وضغوطًا سياسية هائلة، لم يتخلَّ يومًا عن دوره العربي والإسلامي.
التاريخ يشهد أن الأردن لم يتاجر يومًا بقضايا الأمة، ولم يستخدمها لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية. بل على العكس، كان دائمًا يدفع الثمن بسبب مواقفه الثابتة والمبدئية. أولئك الذين ينتقدون الأردن، عليهم أن ينظروا إلى أفعالهم أولاً، وأن يسألوا أنفسهم: ماذا قدموا للأمة؟ وماذا فعلوا لدعم فلسطين؟
إن الأردن لا يحتاج إلى شهادة من أحد ليؤكد موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وللأشقاء العرب. فهو البلد الذي فتح أبوابه للاجئين الفلسطينيين منذ نكبة 1948، واحتضنهم كأبناء له، وقدم لهم كل ما يستطيع، رغم موارده المحدودة. وهو البلد الذي يقف دائمًا في وجه المخططات الصهيونية، ويدافع عن القدس والمقدسات بكل ما يملك.
إن من ينتقدون الموقف الأردني، إما أنهم يجهلون الحقيقة، أو أنهم يتعمدون التشويه لأغراض شخصية أو سياسية. لكن مهما حاولوا، فإنهم لن يستطيعوا تغيير الواقع، ولن يتمكنوا من إنكار أن الأردن كان وما زال ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، وسندًا حقيقيًا لكل أشقائه العرب.
الأردن، قيادةً وشعبًا، لا ينتظر كلمة شكر أو اعترافًا من أحد. ما يقوم به تجاه فلسطين وغزة، وتجاه كل قضايا الأمة، هو واجب يفرضه الانتماء العربي والإسلامي، ويمليه الضمير الإنساني. أما الأصوات الناعقة، فلن تؤثر في مسيرة هذا البلد العريق، ولن تقلل من مكانته ودوره.
إن الأفعال هي التي تبقى، والكلمات الجوفاء سرعان ما تتلاشى. والأردن، بمواقفه الثابتة ودعمه المستمر، يثبت يومًا بعد يوم أنه الحصن المنيع للأمة، والسند الذي لا يتخلى عن أشقائه مهما كانت الظروف. ــ الراي