الأخبار

د محمد كامل القرعان : من المبكر الحديث عن التفاؤل وما إلى ذلك؟

د محمد كامل القرعان : من المبكر الحديث عن التفاؤل وما إلى ذلك؟
أخبارنا :  

تلوح في أفق غزة مؤشرات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الأسرائيلين، باعتبارها النقاط الرئيسية في هذا المقترح، الذي وصل إلى «مراحله النهائية» فيما يترقب العالم في الساعات المقبلة إعلاناً عن التوصل لاتفاق بين دولة الاحتلال «إسرائيل» وحركة حماس بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة الذي يشهد إبادة إسرائيلية مستمرة منذ 466 يوماً.

ويُعتقد أن إسرائيل وحماس قريبتان من الاتفاق على صفقة، يمكن أن توقف الحرب في غزة، وتشهد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين. وسيكون هذا هو الفصل الأكثر دراماتيكية ؛ حيث أن آخر مستجدات الاتفاق، تشير ألى إن جميع النقاط التي تُناقش في الوقت الراهن تمثل عدة نقاط فنية، وميدانية لضمان عدم انهيار الاتفاق، ولا توجد أي نقطة يمكن أن تؤدي لتعطيل الاتفاق، أي أن الصيغة النهائية تم التوافق بشأنها دون الحاجة إلى ردود جديدة من الطرفين.

ويعد هذا، يوم حاسم بالنسبة للاتفاق، لكن من المبكر الحديث عن التفاؤل، وما إلى ذلك، ولكنها بلا شك ساعات حاسمة، حيث ان الـ24 ساعة الأخيرة من المحادثات حدث تقدم في عدد من قضايا التفاوض، بما في ذلك هوية الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وأيضًا ما يتعلق بانتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال وقف إطلاق النار، وبعده.

ونظرًا لأن الاتفاق مرحلي ولا يشمل الإفراج عن جميع الأسرى، فإن الخطة لا تتضمن إنهاء الحرب، بل تشمل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وممر نتساريم. وهذه النقاط يمكنها عرقلة التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من محور فيلادلفيا وممر نتساريم أبرز ملامح التهدئة.

فالاتفاق المطروح لا يشمل إطلاق سراح الجميع، لأنه سيتم الإفراج عن الرجال المسنين، النساء، والأطفال، بالإضافة إلى حالات إنسانية، أما باقي الأسرى، خاصة الرجال الشباب والجنود، فهم ليسوا مشمولين في الاتفاق المطروح، وسيكونون جزءا من المراحل القادمة، إذا تم التوصل إليها.

واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، ويبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد حيث ترفض إسرائيل أن يكون لحماس أي دور في حكم غزة، كما اعترضت على مشاركة السلطة الفلسطينية التي أُنشئت بموجب اتفاقات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود، وتمارس سيادة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.

وقد اكدت إسرائيل منذ بداية عدوانها على قطاع غزة في غزة إنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع حتى بعد انتهاء القتال. لكن الجهود التي بُذلت لإيجاد بدائل للفصائل الرئيسية من بين أفراد المجتمع المدني أو قادة العشائر لم تؤت ثمارها إلى حد بعيد.

ومع ذلك، جرت مناقشات بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة لتشكيل إدارة مؤقتة تدير غزة إلى أن يتسنى للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها تولي المسؤولية.

وتواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 46,584 مواطنا، وإصابة 109,731 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. ــ الراي

مواضيع قد تهمك