علاء القرالة : «نخوة أردنية» بيد ملكية
ليست هذه المرة الاولى التي يقف فيها جلالة الملك بنفسه على تجهيز «مساعدات انسانية» لغزة، فجلالته قبل عام من الان، اصر ورغم كل البروتوكولات الامنية والسياسية على ان يرافق طائرات سلاح الجو الملكية خلال عمليات الانزال الجوي للمساعدات، ليكسر بذلك حصار غزة، فما الرسالة من هذا الاصرار الملكي؟ منذ اليوم الاول للعدوان على غزة وجلالته يقود جهودا دبلوماسية جبارة من اجل كسر الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الاسرائيلي على اهلنا في غزة، لينجح بكسر الحصار «جوا وبرا» عبر مساعدات كانت وما زالت تبعث بالامل والصمود للشعب الفلسطيني الصامد امام غطرسة الاحتلال المتوحشة، فانطلقت اول طائراتنا لتعزف فوق غزة سيمفونية الامل وعبرت اول شاحناتنا محملة بالحب والنخوة الاردنية.
احد الدبلوماسيين العرب الذين التقيت بهم قبل شهور، قال لي، بعد ان رافق جلالة الملك اول طائرة انزال جوي تنقل المساعدات الى غزة، معلقا على الحدث، بأن فكرة الانزال الجوي عظيمة وجديدة ومبتكرةـ الا ان اللافت بالموضوع هو «شجاعة الملك» وروح التحدي والجندية التي يتمتع بها جلالته، وما كان غيره من الملوك والرؤساء ليفعلها.
الجهود الاردنية رافقتها ايضا نخوة عربية من الاشقاء الذين دعموا المملكة وساندوها في هذا الواجب المقدس، الهادف الى دعم صمود الاشقاء هناك، والتخفيف عنهم من معاناة الحرب الاجرامية، فلبت دول كثيرة دعوة الملك عبدالله في اسناد الجهود، ما دفعها الى ارسال طائرات وما يلزم من امور لوجستية لاتمام عملية الانزال الجوي كما خطط لها الملك، بجهود جبارة من الجيش العربي.
الهيئة الخيرية الهاشمية هي الذراع الانسانية للمملكة في تلبية احتياجات كل ملهوف ومحتاج في العالم وليس غزة فقط، فسيرت بالامس القافلة 140 التي تعتبر أكبر قافلة مساعدات إنسانية باتجاه قطاع غزة، إذ تضم 120 شاحنة محملة بمواد غذائية ومستلزمات طبية وإغاثية ليصل حجم المساعدات التي أرسلتها الهيئة إلى غزة منذ بدء الحرب نحو 73 ألف طن، بقيمة إجمالية تجاوزت 212 مليون دولار استفاد منها قرابة 1.4 مليون شخص في القطاع.
خلاصة القول، القافلة 140 ليست القافلة الاولى ولن تكون الاخيرة لغزة، وكما غيرها من الدول والمناطق التي تتطلب المساعدة، فتهب لها «النخوة الاردنية» بقيادة هاشمية انسانية تحب وتعشق السلام ولا تطيق الحروب والعنف وتسعى الى نشر المحبة والوئام في كل العالم.. عاش الملك ونصر الله اهلنا في غزة.