الأخبار

د محمد كامل القرعان : بين التحدي والبناء

د محمد كامل القرعان : بين التحدي والبناء
أخبارنا :  

إن ما يشهده الأردن الآن بمثابة معجزة سياسية وامنية واقتصادية بمعنى الكلمة، بعد أن تم تعزيز ريادتنا من جديد في المنطقة، وحافظنا على كلمتنا المسموعة عربيا ودوليا، ليعود من ظنوا أنهم قادرون إلى أماكنهم، ويستمر الأردن في ظل قيادته السياسية في الانتصار للوطن ولأمته ليثبت للعالم إنه التاريخ والحاضر والمستقبل، وليسجل التاريخ بكلمات من نور وشرف وكبرياء أن الأردن عزيز بأبنائه القوي بمؤسساته، الشامخ بقواته المسلحة وأجهزته الأمنية الفخور بتضحيات أبنائه ؛ فما حققه من إنجازات وثبات سيبقى أبد الدهر مفخرة للأجيال، وشاه?ًا على قوة إرادة الشعب الأردني وكفاءة قواته المسلحة والقدرة على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.

وما تتعرض له منطقتنا والعالم باسره وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي من تصعيد خطير وفي ظروف بالغة الدقة في التاريخ الحديث والتي تموج بأحداث دامية متصاعدة تعصف بمقدرات شعوبها وتهدد أمن وسلامة بلدانها، تذكرنا بما حققه الاردنيون بالتماسك واللحمة وتحمل الصعاب ومواجهة كل العاتيات من أجل بناء بلدنا، ودعم قواتنا المسلحة للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالي وتبديد أي أوهام لدى أي طرف، وسلامة هذا الوطن ما كانت أن تتحقق لولا إرادة الأردنيين وتضحياتهم وايمانهم بقيادتهم الهاشمية التي ما استسلمت يوما للظروف ولا لل?غوط.

ومن المعلوم أن الأردن واجه عدة تحديات جسام على كافة الأصعدة والمستويات، سواء تحديات سياسية أو اقتصادية، أو تحديات تخص الأمن القومي الحدودي والأمن القومي المائي، إلا أنه استطاع بعزيمة أبنائه والخطط الحكومية خلال السنوات الماضية من مواجهة تلك الصعاب والتعامل معها بقوة الإرادة والصمود نحو مستقبل مشرق، مهما كانت المؤامرات والمصاعب، لتعلن القيادة الهاشمية ومن خلفها الأردنيون، إنها ضد الانكسار والهزيمة والتراجع ؛ فمن منا ينسى الأزمات الطاحنة التي واجهتها الدولة بفعل الاحداث الدامية في غزة والاعتداءات المتكررة ?دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني ودول عربية الى جانب ما تواجهه الأردن من محاولات يائسة لادخال المخدرات والأسلحة من الحدود الشمالية والتي تدعمها ميليشيات وعصابات موالية للنظام الإيراني والاسدي المخلوع، وأيضا ما تواجهه الدولة من ضغوط سياسية واقتصادية لثنيها عن مساندة الاشقاء الفلسطينيين ودفعها للتخلي عن فكرة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كل هذا له ضريبة عالية تدفعها الدولة جراء تلك المواقف الثابتة، ليصبح الاردنيون بين المطرقة والسندان، لقبول وضع تحكمه حلول الميليشيات وسياساتها وفرض شروطها على ا?أردن، أو قبول التحدي وهزيمة المستحيل، فكان الاختيار هو قبول التحدي، فكانت ضربة البداية انحياز الأردن الى جانب الاشقاء الفلسطينيين وردع الميليشيات على الطرف الشمالي والشرقي، بما أثبت الأردنيون أنهم قاهرو المستحيل بعد التصدي لتلك الاملاءات وتلك الضغوط، ليقف العالم كله مشيدا بإرادة الدولة الأردنية وعظمة القيادة الهاشمية الحكيمة. ثم تأتي العظمة الحقيقية في اطلاق مسارات الإصلاح السياسي والاقتصادي، رغم المعاناة والصعاب ووسط حملات من قوى الشر من التشكيك والتضليل، لكن الإيمان بالتحدي جعل الأردن يواجه هذا الأمر?بالصمود والتحمل، وانطلق برنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي، ليثبت الأردن بأنه قوي بتلك المرحلة، ويجني ثمار هذا الإصلاح وخاصة في ظل أزمات تعصف بالمنطقة والعالم باسره، هددت أعظم الاقتصاديات العالمية، إضافة إلى تحقيق عدة مكاسب كبيرة للاردن اقتصاديا وسياسيا، أهمها قبول المجتمع الدولي بكثير من المقترحات الأردنية نحو الضغط على دولة الاحتلال من خلال الدفع باتجاه قرارات دولية ملزمة لإسرائيل وفرض سيناريوهات جيوساسية، ومتابعة برنامجه الاقتصادي بتحقيق طفرة متميزة في قطاع الصحة والتعليم والسياحة والنقل، والبنية التحت?ة، وما يحدث من مبادرات كريمة اجتماعية.

وما يدعو حقا للفخر، أن وسط هذه التحديات، كان الأردن حاضرا بقوة فى معركة حماية امنه واستقراره ومواجهة التداعيات غير المسبوقة التي تعيشها المنطقة، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب، تزامنا مع الدخول في معركة إعادة بناء الأردن من جديد، ليثبت الأردنيون أنهم على قدر الثقة في المعركتين، فها هي عملية شاملة للقوات المسلحة على الحدود الشمالية السورية لتطهير أرضنا من أعداء الوطن، وها هي بشائر الخير والأمل، تهل بعد اكتشاف حقل غاز في منطقة الريشة والسعي نحو استكمال بناء المدينة الجديدة واستحداث شبكة طرق ومواصلات، وكذلك الاه?مام بمنظومة الدعم وبرامج الحماية الاجتماعية وغيرها.

والجميل، أن الحفاظ على الدولة والالتفاف حول الوطن، والاستقواء بمكتسباته التاريخية ومقدراته، السبيل الوحيد وهو ما يدركه الأردنيون، ليس فقط لتجاوز تلك الأزمات ومواجهة التحديات، وإنما لتحقيق حلم بناء الدولة الأردنية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك