الأخبار

الاب رفعت بدر : معاً نحو المغطس عام 2030

الاب رفعت بدر : معاً نحو المغطس عام 2030
أخبارنا :  

بكلّ فخر وسرور شاركت الأسرة الأردنيّة والدوليّة بحدث تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، وكان لهذا الحدث أبعاد عديدة.

أولاً، محليًّا، بالنسبة للأردن العزيز، تمّ التأكيد على أمن واستقرار الاردن الحبيب، وعلى قدسية أراضيه، بحضور موفد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الثقافيّة والدينيّة، ورئيس مجلس أمناء موقع المغطس. وقد كان لهذا الحضور وقع خاص في نفوس جميع من شاركوا في هذا الاحتفال، أو شاهدوه عبر النقل المباشر الذي تولاه التلفزيون الاردني مشكورا، وأمدّ قنوات العالم بالنقل المجاني.

وثانيًا عالميًّا، فإنّ احتفال التدشين قد جرى بحضور موفد قداسة البابا فرنسيس، وهو نيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، وهو يسمّى بالعرف السائد «رئيس الوزراء»، أو"كبير دبلوماسيي الكرسي الرسولي»، بعد قداسة البابا، وهو يمثّل الحاضرة الفاتيكانيّة في المحافل الدوليّة الهامّة. وقد التقى غداة التدشين، بجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، وبدولة رئيس الوزراء جعفر حسّان، ووزيرة السياحة لينا عناب، وزار عددا من المواقع السياحية الدينية، والتقى برؤساء الكنائس الكاثوليكية والشقيقة، وعدد من المس?ولين، وبالأخص في محافظتي مادبا والبلقاء.

أمّا، مسيحيًّا ودينيًّا، فتمّ التأكيد على أنّ الأردن أرض مقدّسة، ويأتي هذا بعد الجهود الكبيرة التي بذلت على مدار 25 عامًا من العطاء والبناء والتمهيد لهذه البنية التحتيّة السياحيّة الدينيّة، والتي تكتمل بتدشين هذه الكنيسة. ومازال بالطبع هناك العديد من الكنائس التي لم تدشّن، أو لم يشرع ببنائها بعد، بعد أن تمّ وضع حجر الأساس لها.

نريد أن نركّز بأن البديهيات قد زالت مع حدث التدشين هذا. ففي عام 2000 كان هناك تساؤل: هل الأردن أرض مقدّسة؟ الآن لم يعد هذا التساؤل مطروحًا، فأصبح الجميع يعترف بالأردن أرض مقدّسة وأرض قداسة. كما كانت هناك جدالات وتساؤلات تطرح حول أصالة موقع المعموديّة – المغطس، في هذه البقعة من الأرض. الآن، زالتمثل هذا التساؤلات! وبالأخص بعد زيارة 3 بابوات له، وبعد الاعلان عن موقع المغطس على لائحة التراث الانساني العالمي، وبعد البدء بمشروع تطوير الأراضي المجاورة للمغطس، والذي سيبدأ عمّا قريب، بعدما أعلنت دولة الامارات العرب?ة الشقيقة والرائدة، عن دعم كبير للمشروع.

نحن الآن ننظر إلى المستقبل، بعد هذا الاحتفال الحاشد الكبير الذي أظهرنا كأردنيين، أسرة واحدة، بتظافر الجهود المدنيّة والعسكريّة والأمنيّة والكنسيّة والإعلاميّة. ونقفز أولا الى ما أقلّ من شهر، عندما سيفتتح المعرض الأردني الكبير في حاضرة الفاتيكان، ويستمرّ لمدّة شهر، وسيتم فيه عرض للكثير من المقتنيات الأثريّة التي تحكي قصّة الأردن وتاريخه وقيمه الحضارية والدينية، تحت عنوان مذهل ألا وهو: «الأردن.. فجر المسيحيّة».

من ثمّ نقفز إلى عام 2030، عندما نحتفل مع العالم أجمع، بمرور ألفي عام على معموديّة السيّد المسيح، فالكلّ يعلم بأنّ الإنجيل المقدّس يخبرنا بأنّ السيّد المسيح قد تعمّد بعمر الثلاثين. بالتالي، نحتفل عام 2030، على خير وهداة بال، بمرور ألفي سنة على العمّاد، وسيكون الاحتفال أردنيًّا بامتياز. ومثلما احتفلنا عام 2000 بمرور ألفي عام على «ميلاد» السيّد المسيح، سنحتفل بعد خمس سنوات بمرور ألفي عام على «عمّاد» المسيح. ولكن ذلك يتطلّب التحضير الجدي والمخطط له بشكل دقيق، وأهم أمر أن يكون التعاون سبيلاً للتحضير لليوبيل الأ?دني الهاشمي المقدّس، فهو اليوبيل الكبير لمعموديّة السيّد المسيح في نهرنا الخالد وانتشار المسيحيّة من أرضنا المباركة.

وبعدما أخذنا كلّ هذا الدفع نحو الأمام، من خلال التدشين الرائع الذي أظهرنا –كما نحن دائمًا- أسرة واحدة متكاتفة، وهو ما يركز عليه دائما جلالة سيّدنا، فلنعدّ ولنحضّر، لذلك العام، ولأحداثه الكبيرة، عبر خطة خمسية، وبروح طيبة وإيجابية، وبهمّةالفريق الواحد، والتعاون الكبير الاصيل، وصولا الى ذلك العام السعيد، والذي سنطلق عليه، باذن الله، يوبيل النشامى 2030. ــ الراي

Abouna.org@gmail.com

مواضيع قد تهمك