الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : ناصح ونحيف

ابراهيم عبد المجيد القيسي : ناصح ونحيف
أخبارنا :  

كان في بالي أن أكتب عن موضوع آخر لهذا اليوم، لكن الأولويات تغيرت، تماما كما يحدث في السياسة وإدارة الأعمال، لكن الاختلاف بالنسبة لكاتب صحفي يكمن في المزاج، وحين يكون المزاج انتقائيا متعكرا، فالأولويات تصبح غير ذات أهمية وقيمة.. وتصبح الأولويات «فلسفية» محافظة على مسافة ما مع الموضوعوية والمنطق.

ظاهرة «النصاحة» وليست السّمنة، فالنصاحة حسب الموروث الشعبي حالة صحية جيدة، بينما السمنة كثيرا ما يتم تصنيفها بأنها مرض، هذه الظاهرة استوقفتني لأنني وفوق الانطباعات القديمة الثقيلة أصبحت ألتقي بناصحين، وحين لم أجد ما يستحق الحديث سألت بعضهم (كيف صرت ناصح؟!)، وأجابني أحدهم إجابة قريبة من التي أريدها (أكلت أكلك) فقلت نعم أحسنت ترتعون بمال وخبز الشعب، فتنصحون وهم ينحفون.

وحتى لا أخرج عن السياق، وبإلهام رباني، أول ما جلست مع د النائب خميس عطية بادرني بالقول: يا زلمه نحفان كثير والله ما عرفتك، طبعا خميس عطية لم ينحف ولم ينصح، فهو شخص طبيعي في كل شيء، ومنطقي، ومتفان ملتزم بقناعاته وباحترامه للناس الكثر الذين كانوا بانتظاره، أمام مكتبه.

المهم يكمن في النصاحة والنحول، ففي الوقت الذي تنحل فيه الأجساد، وتتضاءل حد الخيال، تسمن أجساد أخرى، ويبقى قانون حفظ المادة والطاقة صائبا، فالمادة لا تفنى ولا تستحدث لكنها تتحول من شكل إلى آخر، وكذلك مادة الأجساد، بطرق ما تغادر أجسادا وتنتقل «مكثّفة» إلى أجساد أخرى.. ولا يشغلني في هذه الفيزياء السياسية الاجتماعية الاقتصادية الكونية، سوى رهط من البشر، تقذف بهم الأمزجة وربما الاستحقاقات إلى مواقع ما، لكنهم لا يظفرون سوى بالسخط والذكر السيئ، لأنهم كانوا يقومون بتنصيح ناس من لحوم آخرين، حتى هم أنفسهم لا ينصحون بل تقل هيبتهم واحترامهم عند الناس فقط.

هذا ما كتبته حين كنت في زيارة وموعد مؤجل عدة مرات بيني وبين خميس عطية، فما الذي تتوقعون أن أكتبه حين ألتقي بالنائب الناري المحامي محمود النعيمات؟ ــ الدستور

مواضيع قد تهمك