الأخبار

د فوزي علي السمهوري يكتب : الوطن العربي...بين جحيم ترامب ... والنهوض؟

د فوزي علي السمهوري  يكتب : الوطن العربي...بين جحيم ترامب ... والنهوض؟
أخبارنا :  

د فوزي علي السمهوري
تهديد الرئيس الأمريكي ترامب بإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين وإلا الجحيم بإنتظار الشرق الأوسط عامة وقطاع غزة خاصة يؤكد على :
▪︎ الإستمرار بسياسة الإنحياز الأعمى والدعم المطلق بلا حدود للكيان الإسرائيلي بسياسته العدوانية التوسعية .
▪︎ إنعكاس لنظرته وإستراتجيته السادية والديكتاتورية بالتعامل مع الدول الضعيفة عسكريا بتناقض وإزدواجية مع تصريحات سابقة بإنهاء الحروب في العالم وبإرساء السلام بالشرق الأوسط .
▪︎ إخضاع العالم لسياسته تحت طائلة التدمير معتمدا على مبدأ القوة الغاشمة لضمان نفوذ وهيمنة ومصالح امريكا .
▪︎ ضرب عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة ومبادئها واهدافها وبالشرعة الدولية بتخل وتنصل عن مسؤولياتها كدولة عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن بالعمل على ترسيخ الأمن والسلم الدوليين وإنقاذ الإنسانية والبشرية من ويلات الحروب .
لماذا التهديد والإستخفاف ؟ :
التهديد الأمريكي ليس بجديد على المنطقة العربية بحدودها وجغرافيتها الواسعة ولكن اللغة والاسلوب الترامبي الصريح والعلني لم يكن معهودا فالضغوط الأمريكية على قادة الدول كانت تتم وراء الكواليس وبلغة الترغيب والترهيب ، هذا التغير عائد لعوامل وأسباب عديدة منها :
أولا : شخصية الرئيس ترامب ومكانته المالية واسلوبه بالتعامل مع موظفيه بلغة الأمر ونقل هذا الأسلوب بتعامله مع قادة العالم الثالث لفرض سياسته وإبتزازه لنهب الثروات بشكل خاص .
ثانيا : غياب قطب عالمي مواز لعقود مما مكن أمريكا من فرض قيادتها وهيمنتها منفردة على الساحة العالمية .
ثالثا : غياب محور عريض مكون من غالبية الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة المتضررة من السياسة الأمريكية يعمل على فرض مصالحه وامنه عبر تبني موقف موحد يتصدى للمخططات والسياسة الأمريكية وما غياب التنسيق العملي بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز والإكتفاء بإصدار البيانات دون أن يرافقها اي خطوة عملية إلا الدليل .
رابعا : قبول الغالبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة على الرغم مما تملكه من حقوق لفرض مصالحها وامنها ووحدة اراضيها بإعلاء سمو الشرعة الدولية وإرساءا لمبدا المساواة والعدالة بين جميع الدول وتنفيذ القرارات الدولية دون إزدواجية وإنتقائية بدورها الديكوري التابع والمهيمن عليه من قبل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن خلافا لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة .
خامسا : القبول ضعفا او خوفا من عدم المبادرة بفرض العقوبات والإجراءات المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة بحق الدول المارقة التي ترفض الإلتزام بواجباتها " كالكيان الإسرائيلي " بصفتها دولة عضو وبعدم تعريض الأمن والسلم الدوليين لخطر من خلال إحتلال اراض دولة اخرى وإنتهاك إلتزاماتها بالتعهد بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وما إستمرار الكيان الإستعماري الإسرائيلي برفض إنهاء إحتلاله لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا تنفيذا لمئات القرارات الصادرة عن مجلس الامن والجمعية العامة نتيجة لغياب العمل على إلزام مجلس الأمن الإضطلاع بمسؤولياته الذي يعمل وكيلا عن الجمعية العامة بتنفيذ قراراتها دون إنتقائية إلا النموذج القائم لهذا الضعف امام هيمنة دولة او اكثر من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن عبر إستخدام الفيتو خلافا لهدف تضمينه بميثاق الأمم المتحدة .
سادسا : غياب ردود فعل عالمية منددة ومستنكرة وشاجبة ورافضه لتصريحات ترامب التي تشي بتقويض كامل للسلم الدولي بدءا بالدول العربية .
النهوض العربي :
هذا الإستخفاف والتهديد يستدعي من قادة الدول العربية الوقوف عنده بجدية وما التصريحات التي صدرت وتصدر عن قيادات أمريكية ووكيلها الإسرائيلي بتغيير خارطة الشرق الأوسط التي تعني ليس فقط الإكتفاء ببسط الهيمنة والنفوذ والسطوة على مفاصل القرار السياسي والإقتصادي والعسكري والامني والتكنولوجي فحسب بل يعني إعادة رسم خريطة جديدة لدول الشرق الأوسط عبر تقسيمها إلى دويلات اثنية وعرقية وطائفية ومذهبية تكفل لأمريكا ضمان نفوذها وهيمنتها لعقود قادمة إستباقا لولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب وما يدور حاليا في سوريا ولبنان والسودان وليبيا والعراق وفلسطين إلا المؤشر على ذلك .
فهل سيبقى أمن ووحدة وإستقرار ونهضة الوطن العربي باقطاره مرهون برضى أمريكا الجمهورية او الديمقراطية او كليهما ؟
الم يحن الوقت لإدراك مدى خطورة القبول والإستكانة أمام مخططات القوى الأجنبية إقليمية او دولية ؟
آن الوقت للتصدي الجمعي وبموقف موحد برفض تصريحات ترامب وتوجهاته حيال الدول العربية وإستمرار إنحيازه الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي بما يمثله من الخطر الاكبر على امن وإستقرار الدول العربية بدءا من الدول المحيطة بفلسطين المحتلة وما الخارطة التي نشرتها الايام الاخيرة الخارجية الإسرائيلية بإستهداف الدول العربية المجاورة لفلسطين إلا الدليل على خطورة المخطط الإستعماري التوسعي العدواني .
حيث ان مصالح أمريكا بالوطن العربي الكبير اكبر من مصلحته معها مما يتطلب ويستدعي من قادة الدول الإنتقال بالتعامل مع امريكا إلى مربع الفعل المضاد حفاظا على إستقرارها وسيادتها وذلك ببناء علاقة قائمة على تبادل المصالح دون تبعية وهيمنة وهنا تكمن اهمية الفصل بطبيعة العلاقة العربية الأمريكية وبعدم ربطها كما تسعى امريكا باي شكل بالعلاقة مع سلطات الإحتلال الإسرائيلي المارقة والرافضة للإنصياع للقوانين الدولية وتنفيذ القرارات الدولية بل بشروط قبولها دولة بالأمم المتحدة ومصدر التهديد للأمن القومي العربي وما حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وإحتلال إسرائيلي جديد لأراض سورية ولبنانية إلا مثال للخطر المحيق بالكل العربي والإسلامي ... ؟
فلسطين وحريتها ودعم صمود شعبها ونضاله من أجل الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العنوان والبوصلة والبداية لإحداث النهضة المنشودة نحو حماية الأمن القومي العربي الشامل .... ؟ !

مواضيع قد تهمك