الأخبار

عمر طالب الصمادي يكتب : إدارة الاستثمار في عقلية الكبار

عمر طالب الصمادي يكتب : إدارة الاستثمار في عقلية الكبار
أخبارنا :  

بقلم : المستشار عمر الصمادي :
تسببت الأوضاع السياسية في المنطقة والعالم، بعزوف وتراجع تدفقات الاموال والاستثمار في مختلف البلدان، ومنها المملكة الأردنية الهاشمية.
ولأن المستثمر في العقبة الخاصة هو حجر الرحى وعنوان النجاح، نتابع في الآونة الأخيرة رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميد الفايز، الذي يحمل في جعبته عزيمة وأمل كبير، لترجمة الرؤية وايصال الرسالة، حيث يواصل شخصيا متابعة قضايا المستثمرين الحاليين في المنطقة، بمختلف القطاعات الاستثمارية السياحية واللوجستية والصناعية وخلافها، إضافة إلى تنفيذ مشاريع ترتقي بسوية البنية التحتية والفوقية في مختلف المواقع لا سيما الشواطئ العامة والاحياء السكنية، بما يجعل سكان المدينة وزوارها يلمسون أثر التنمية، ويتمتعون بها، وذلك ترجمة حقيقية لرؤية جلالة ومتابعة سمو ولي العهد حفظهم الله.
وكصحفي متابع للمشهد في المنطقة الخاصة أرى أن الفايز، شخصية وطنية لديها من الخبرات المتراكمة والكفاءة الفذة، ليدير ملفات حساسة في مجالات البيئة والسياحة والاستثمار ... الخ، وقد استطاع حمل رسائل القيادة الهاشمية التي ابرقها جلالة الملك وسمو ولي العهد حفظهما الله، بقوة إلى جميع المسؤولين وأصحاب القرار في الدولة، وبشكل خاص في العقبة الخاصة حيث تزايدت وتيرة العمل في الآونة الأخيرة، لدفع الجهود نحو تحمل المسؤوليات وأداء المهام بنجاعة، اتجاه تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي جاء كل مسؤول من أجل تحقيقها.
ومع ما يجري في العالم والإقليم من أحداث تركت الباب مشرعا أمام كل التوقعات، فلا يمكن إنكار حالة القلق لدى المستثمر والتاجر والمواطن، من تبعات وأثار هذا الاستجرار نحو المجهول، ومن ثَمَّ فإنه من الحصافة والحنكة والذكاء أن تحافظ العقبة على ما لديها من مستثمرين، وتعزز وتعظم ثقتهم ببيئة ومناخ الاستثمار والتأكيد على ان المملكة الاردنية الهاشمية كانت وستبقى موئل الأمن والاستقرار.
أسعدتني جدا الزيارات التي قام بها معالي أبو فيصل ومحافظ العقبة عطوفة خالد حجاج للوقوف على كفاءة البنية التحتية والمرافق والخدمات التي تقدمها مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، وفي مقدمها السلطة للمواطنين في مواقع سكناهم ، والتدخل المباشر أحيانا في حل قضايا المواطنين مهما بلغت سواء في المياه والكهرباء والطرق والشواطئ وإدارة الأزمات ... مما يؤكد جود فريق من المسؤولين منسجم متكامل، ويقدم كل مسؤول الإسناد للمسؤولين الآخرين لكي تكتمل الصورة الجميلة، في ظل الاهتمام الملكي وقيام الحكومة بإصدار قانون البيئة الاستثمارية المنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي، التي تحتاج بشدة إلى مسؤول يعي أن واجبه استقطاب الاستثمار، ومنح المستثمر الأولوية القصوى من التركيز والجهد، وتذليل العقبات أمامه، وأنني كمسؤول دوري الرئيسي خدمة الاستثمار والمستثمرين.
ومع ولوج العقبة الخاصة بوابة عاما الـ 25 هنا جميعنا مدعوين إلى حماية الاستثمار من العبث، ومن أية مؤثرات سلبة أو نكوص في الأداء والاهتمام والجميع يعلم أن 90% من الاستثمارات الكبرى في العقبة الخاصة، جاءت إكراما لجلالة الملك، وهذا يقودنا إلى ضرورة تمكين هذه الاستثمارات لتزيد من مساهمتها في الناتج الإجمالي للاقتصاد المحلي للمنطقة، ودعمها لبرامج التنمية من خلال الحراك الاقتصادي والتجاري وتوفير فرص العمل، ولهذا العقبة مطالبة بمزيد من الاهتمام بالمستثمر كشخص وكاستثمار، وإعادة ما كان يسمى ضابط خدمات المستثمر للواجهة فعليا اضافة الى مزبد من الاهتمام الجوهري خارج المعتاد.
إنَّ الحفاظ على المستثمر الحالي والتعامل معه على أنه أهم عنصر في معادلة العقبة الخاصة، وتهيئة مميزات ونوع من الخصوصية له ، يرسل رسائل اطمئنان للمستثمر المتوقع والمرتقب، لا سيما أن تجارب دول الجوار العربية، ومع الظروف الجيوسياسية ذاتها زادت فيها تدفقات الاستثمار، لأنها أعادت توفيق وصياغة نهج ومعطيات إضافية في حقيبة المستثمر، ولأن القوانين وحدها لا تجذب إستثمار، وان موظف في موقع مهم غير متمكن من عمله، قد يرتكب أخطاء وسوء تعامل تكن سببا في تطفيش وهروب المستثمر وهدم جهود كبيرة ومثال ذلك اخفاق في حقب ماضية في قطف جهود سيدنا من خلال زياراته الترويجية في مختلف البلدان لا سيما زياراته للدول المتقدمة مثل اليابان والصين وغيرها.
تحية كبيرة لمعالي أبو فيصل ولعطوفة أبو عمار، ولكل مسؤول على شاكلتهم ونهجهم، ممن يصل النهار بالليل لتفقد المستثمرين ومنحهم الثقة والاهتمام والقيمة.

مواضيع قد تهمك