الأخبار

د محمد العزة يكتب : القرار الحكومي والبرلمان الرقابي والخيال الشعبي الأردني

د محمد العزة يكتب : القرار الحكومي والبرلمان الرقابي والخيال الشعبي الأردني
أخبارنا :  

الخيال :(ما تشبَّه للمرء في اليقظة أو المنام من صورة، أو هو ما تخيَّل في الذِّهْن من أشياء لا وجود لها في الخارج).

أعلاه ما معناه لغويا لكلمة الخيال، أما المعنى شعبيا لشرح مفردة الخيال أو لما يجول ويطوف في خلد وخيال المواطن الأردني فقد يكون الأمر مختلف كليا أو قد يتشابه الأمر جزئيا بما يتعلق في حالة الصحو أو اليقظة ويحدث الاختلاف في موضوع حالة التخيل والذهنية، حيث حالة الخيال الشعبي العامة ماهي الا مجموع من الخيالات لكل فرد في مجال اهتماماته أو ما يشكل له حلا لمشكلاته وتحدياته أو الصعوبات الواقعية منها أو الوهمية التي صنعتها الحالة الاقتصادية أو / والسياسية والآلة الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعية وتسلل شعور اليقين ويصبح حقيقة، على أنها من تقف حائلا بينه وبين تخطيها وتجاوزها، وعليه قد يكون هذا الخيال ضمن مستويات وتصنيفات على أشكال سياسية أو اقتصادية أو خدماتية.

بناء على طبيعة ما ذكرناه ومجال الخيال ومستواه لكل ما يتمناه من كل طبقة حسب اختصاصها، سنجد نتائج انطباعات الصورة الأولى عن الطبقة السياسية، أن هناك من ينتظر ليكون نائبا أو عينا أو وزيرا أو في منصب رفيع وراتب أو أمينا عاما لحزب برامجي أو عضوا فيه شابا مثقفا طليعيا في قيادته يمينا أو وسطا او يسارا حسب ما يقع عليه الاختيار وبناء على كفاءته وطول سيرته الذاتية وتحقيق طموحه ومكتسباته.

أما الصورة الانطباعية القادمة من خيالات الباطن لاغلبية الطبقة الشعبية، ستعكس قائمة لا تعد ولا تحصى من الامنيات والرغبات والمطالبات الممكنة وغير الممكنة، جراء تراكمها أو تفاقمها أو تكرر ذكرها والتلويح بها ووعود اتخاذ قرارات حكومية تجاه تلبيتها أو تحقيقها او عدم متابعتها نيابيا، حيث المواطن اليوم نجده قابعا في إحدى زوايا مساحة خياله، عيناه للسماء شاردا في فاتورة كهرباء لا يريد منها رفاهية مترفة بل الإمكانية في التعامل معها في ظل ظروف جوية طارئة يبحث فيها عن الهروب من قيظ الصيف أو برد الشتاء أو قد يضم أضلاعه داخل معطفه يبحث عن كل ما يدخره ليجد أنها تكفي وتغطي ماعليه من التزامات تعليمية، غذائية، دوائية، مواصلات واتصالات أساسية دون حاجة إلى الاستدانة أو الاستجداء وانكسار تلك القامة، الاردني لا يعرف أن يستجدي كرامته وخفض جبهته التي لا يحنيها الا لله، بل يرفعها طلبا منه صبرا واملا ورزقا وسترا وجلدا على العطاء والبناء في وطن الأمن والأمان فيه حقيقة واضحة وثابتة، وفرص تحسين معيشته ممكنة اذا ما أحسنا استغلال موارده الطبيعية والبشرية الإدارية وأجدنا تطبيق مسارات التحديث وأعدنا النظر في بعض نخبه السياسية التي أضاع البعض منها في الماضي العديد من الفرص لجعله في موقع وحال افضل من هذا الحال.

الخيال الشعبي يؤثر على الوعي والرأي العام المجتمعي، سلبا خاصة إذا ما وقع تحت سيطرة الإشاعة وتراجع دور الاعلام الرسمي والمحلي، وضعف الثقة ما بين المواطن او الشعب وما بين الحكومات والبرلمان لضعف الاشتباك الذي نتج عنه ظاهرة الأحكام المسبقة والفورية والتشكيك بالقرارات الحكومية دون إخضاعها للتحليل والعقلانية ومراجعتها ومقارنتها بالوضع الراهن للأحداث السياسية وتداعياتها.

ظاهرة غير صحية بحاجة إلى إعادة النظر والتمعن فيها واتخاذ ما يلزم للحد منها للحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية الأردنية وإضاعة الفرصة على أصحاب التأويل والإشاعة وخلخلة الصفوف خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة المستجدة التي يمر بها الوطن والاقليم والأمة العربية.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك