الأخبار

هاني الهزايمة : خرائط الاحتلال: إعلان حرب جديدة أم اختبار لصمت الأمة؟

هاني الهزايمة : خرائط الاحتلال: إعلان حرب جديدة أم اختبار لصمت الأمة؟
أخبارنا :  

منذ نشأته، لم يكن الكيان الصهيوني يومًا سوى كيان إرهابي، عنصري، واستفزازي، بني على أنقاض شعب، وازدهر بفضل مؤامراته، وتوسع على حساب استقرار المنطقة وشعوبها. هذا الكيان لم يخفِ يومًا نواياه التوسعية، ولم يتردد في استخدام كل الوسائل غير المشروعة لتحقيق أطماعه. والآن، يعود مجددًا ليكشف عن خرائط جديدة تحمل في طياتها أطماعًا توسعية ومخططات خبيثة، تعكس استمرارية نهجه العدواني ضد شعوب المنطقة.

ما صدر مؤخرًا من نشر خرائط صهيونية جديدة ليس مجرد وثيقة جغرافية، بل هو إعلان حرب على شعوب المنطقة. هذه الخرائط ليست خطوطًا عبثية على الورق، بل هي محاولة لفرض واقع استيطاني جديد، وتهيئة الأرض لمزيد من التوسع والهيمنة. الاحتلال الإسرائيلي لا يقوم بأي خطوة إلا ضمن خطط مدروسة وبرامج مبرمجة تهدف إلى تحقيق أهدافه التوسعية، التي لم تتغير منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب.

المستغرب هنا ليس ما يفعله الاحتلال، فهذا الكيان لم يتوقف يومًا عن التخطيط والتنفيذ لمؤامراته. المستغرب هو ردود الفعل المحلية والعربية التي باتت أقرب إلى «الروتين السياسي». تصريحات الإدانة والاستنكار أصبحت مبتذلة، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقيم أدنى وزن لدى الاحتلال.

الإسرائيليون لا يأبهون بتصريحات الإدانة والاستنكار التي تصدر من هنا وهناك. بالنسبة لهم، هذه التصريحات ليست سوى فقاعات هواء تتلاشى سريعًا. وكم من مرة أدنّا واستنكرنا؟ وكم من مرة استمر الاحتلال في تنفيذ مخططاته دون أن يلتفت إلى هذه «الردود الكلامية»؟

إنه لمن المؤسف أن نرى الردود العربية تتسم بالضعف والتكرار، وكأنها جزء من مسرحية هزلية يُعاد عرضها في كل أزمة. في حين أن هذه الخرائط والمخططات تعكس نوايا الاحتلال الحقيقية، فإن الردود لا تعكس إلا ضعفًا سياسيًا وعجزًا عن مواجهة هذا الخطر المتجدد.

التاريخ يعلمنا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة. كلما شعر بالضعف والانقسام في صفوف خصومه، زاد من جرأته وعدوانه. وكلما واجه مقاومة حقيقية، تراجع وخفف من أطماعه. هذا الكيان يستمد قوته من ضعف الآخرين، ويستغل التخاذل والصمت العربي لتعزيز وجوده ومخططاته.

الرد على الخرائط الصهيونية الجديدة لا يكون بإطلاق التصريحات، بل بإطلاق المبادرات العملية. يجب أن يشعر الاحتلال بأن مخططاته ستواجه بعواقب حقيقية، وأن محاولاته للتوسع لن تمر دون رد.

لقد آن الأوان لأن نتخلى عن «الروتين» السياسي في مواجهة الاحتلال. الصمت والتهاون لا يؤديان إلا إلى مزيد من التوسع الصهيوني، ومزيد من المعاناة لشعوب المنطقة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك