علاء القرالة : مناقشات الموازنة.. ماذا عن الواقع..؟؟
تابعت الكثير من مناقشات مجلس النواب لمشروع قانون الموازنة، غير أنها وبالمجمل لم تنظر للموازنة الا من نصف الكأس الفارغ، واختزلت الموازنة بالديون والعجز والمطالبات الكلاسيكية بزيادة الرواتب، فماذا اذن عن نصف الكأس الممتلئ والايجابيات في الموازنة، الم يشاهدها أحد منكم؟ أم أن هناك غاية؟
الجميع يتحدث عن الهموم الكلاسيكية بـ«الموازنة» والتي هي بالاساس موجودة في اغلب موازنات العالم بما فيها الدول الغنية والنفطية والاقتصادية الكبرى، فهل سمعتم عن موازنة بالعالم بلا مديونية او عجز وفي مثل هذه الظروف، وهل سمعتم عن دولة في العالم لا يوجد فيها بطالة وفقر، وهنا اتساءل لماذا يحاول البعض ان يصور للعباد اننا دولة غنية وبان هناك تقصيراً تجاههم.
كم كنت اتمنى ان يتحدثوا عن كيف «استطاعت الدولة» بكل اركانها ان تحافظ على «استقرارنا الاقتصادي» وكيف استطعنا ان نتجاوز أصعب التحديات والظروف التي مرت على المملكة، وكيف استمر دينارنا محلقا وكاقوى رابع عملة في العالم، وكيف ان التضخم لدينا من الاقل في العالم، وعن قوة جهازنا المصرفي وان يتحدثوا عن استمرار اقتصادنا بتحقيق النمو رغم كل الظروف وقلة الامكانيات.
وكم كنت اتمنى ان يتطرقوا الى ان حجم تدفقات الاستثمار الى المملكة ينمو.. وكيف استطاعت الحكومة رفع ايراداتها الضريبية دون ان ترفع الضريبة على المواطنين، وكيف ان الموازنة استمرت بفرضياتها كما الاعوام السابقة دون اي تغيير او الذهاب الى موازنة طوارئ نتيجة ما يحدث حولنا، وكم كنت اتمنى ان يقال في اقتصادنا الذي ابهر العالم ما يرفع المعنويات لا يهبطها.
الجميع يتحدث عن المديونية والعجز والنفقات، دون أن يسأل أحدهم عن كيف تشكلت المديونية ولماذا تشكلت ليجد ان ثلث المديونية سببها اللاجئون السوريون وما تحملته المملكة لاستضافتهم، والثلث الآخر لمواجهة اكبر 8 تحديات عاشها اقتصادنا طيلة عشر سنوات ماضية للحفاظ على الاستقرار والنمو وسيرورة الحياة دون تغيير للاردنيين، واما العجز فهو لتلبية الخدمات ورواتب الموظفين لا اكثر.
لا استغرب في الواقع إلا ممن يريدون ان يصوروا لنا معيشة المواطن على أنها ضنكى، فبعضهم اخذنا الى ان نتخيل بأن الاردني ينام مكشوفا وجائعا ولا يحمل الهاتف ولا يحظى بتعليم ولا صحة ويتقاتلون على طوابير الخبز والمحروقات ولا تصلهم الكهرباء ولا الماء ولا الطرق، وهذا ليس صحيحا على الاطلاق والا لما كان هذا الامن والامان وهذا الاستقرار.
خلاصة القول؛ رغم المديونية والعجز والمعتاد عليه في الموازنة، الا ان مجرد ان تصدر وتقر بفرضيات كما العادة وكأن لا شيء حولنا يحدث متجاهلة التداعيات والظروف، وتحمل في طياتها مشاريع كبرى وتنمية وبناء مدارس ودعم طالب واسر فقيرة وسلع اساسية، فهذا بحد ذاته انجاز يدعونا للتفاخر بها لبث التفاؤل في المجتمع وللمستثمرين، فالسلبية تذكر بالاوقات الطبيعية أما في الاوقات الصعبة فلنركز على الايجابيات ونعظمها لنعبر باقتصادنا ووطننا لشاطئ الامان. ــ الراي