رنا حداد تكتب : دس السم بالعسل .. دراما «الأرحام» مثلاً
لا يخفى على أحد أنه من خلال الأعمال الدرامية يتم التأثير في الرأي العام، بل أيضا التغيير في التصورات المجتمعية حول قضايا معينة، خاصة تلك المثيرة للجدل.
اليوم القصة أصبحت مدروسة أكثر، باستخدام أدوات أكثر جذبا، منها قوة السرد، جاذبية العرض، واستخدام تشويق وإثارة أكثر.
ومع تنامي ظاهرة نسخ الأعمال الدرامية الغربية و الاسيوية وحتى «المريخية»! تمكن منتجون ومخرجون من وضع قصص شائكة ضمن أعمال درامية، بالحقيقة كانت مرفوضة بالمطلق، لتصبح محل حوارات، بل قد تدفع الجمهور إلى إعادة التفكير فيها، بمحاولة لتغيير النظرة المجتمعية لهذه القضايا الشائكة.
من القضايا التي طرحت مؤخرا في الدراما العربية موضوع» تأجير الارحام»، وهو من الملفات المرفوضة اجتماعيا، و شرعيا، ومثار جدل كبير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لما لها من ارتباطات عميقة بقيم دينية واخلاقية.
هذه المحاولات المتزايدة والمتنامية، تضعنا في خانة السؤال عند تعمد دس السم بالعسل، لتسهيل مرور ما هو محط رفض شديد في معظم مجتمعاتنا العربية.
نعم، الدراما أداة فعالة لتغيير نظرة الناس لكثير من القضايا، ولا ننكر انها ساهمت في تغيير تشريعات وقوانين عدلت من حياة الناس، لكن أيضا يجب أن نعي بأن الدراما تستخدم اليوم ومن خلال منصات خاصة، تضخ فيها مليارات، من أجل تمرير قضايا اجتماعية لا تمر في الحياة الواقعية بل انها غير ممكنة.
تعاطف شهدته من الناس، ولن اقول قبولا فيما عرض من حلقات مع القصة والشخوص في مسلسل يتناول مسألة تأجير الأرحام دراميا، وهو عمل منسوخ عن ثقافة مغايرة تماما لثقافتنا العربية والاسلامية، وكأن العمل يمهد للمتلقي رؤى جديدة، وفتح أفاق تفكير بين القبول والرفض، حول قضية اجتماعية مرفوضة و شائكة جدا، من خلال ملامسة المشاعر. بهدف التغيير، وها نحن ننتظر النهاية العربية لهذا الطرح غير العربي علها تقدم رفضا او حلا ولكن نامل وبشدة الا تقدم قبولا وتصبح انموذجا.
على كل تأجير الأرحام، و الخيانة والعلاقات خارج الحدود المعروفة، والمثلية الجنسية، والمساكنة، مواد خصبة جدا اليوم ومطلوبة بشدة من اصحاب رأس المال من المنتجين على صفحات كتاب السيناريوهات، وتطرح بطرق درامية مدروسة بعمق ومحاطة بعوامل فنية قادرة ان تلتفت الانتباه وتجعلها اعمال درامية مؤثرة ومثيرة في ذات الوقت، وهذا ما قد يؤثر في مواقف الناس من هذه القضايا في الحياة الواقعية. فماذا نحن فاعلون تجاه هذه التحولات التدريجية التي باتت تستخدم الفن في تعديل المواقف الرافضة أو بحسب نظرتهم.. السلبية. ــ الدستور