محمد داودية يكتب : الحوار ... الحوار (1-2)
يدشن دولة فيصل الفايز حوارًا وطنيًا واسعًا على مستوى الوطن، اعتبارًا من الأسبوع المقبل، يبدأه من جنوب الوطن، هذا هو الوقت المناسب لإطلاقه؛ بهدف "استكشاف الميدان" وضبط البوصلة السياسية والاجتماعية والحزبية، ضبطًا وطنيًا عابرًا للحالة السياسية الراهنة، بهدف ملاقاة التحديات النوعية الجديدة وترتيب أدواتنا الكفيلة بتجاوزها.
من أبرز مزايا وخصائص نظامنا السياسي الأردني الهاشمي، أنه نظام حيوي كفؤ مقتدر، يمسك، ولا يفلت زمام المبادرة وإتقان اتخاذ القرارات الكبرى في التوقيتات الدقيقة المؤثرة.
نظامنا السياسي يجيد ويتقن ويُحسن فن التعامل. فل ستوب.
نظامنا يوائم مواءمة إبداعية بين المصالح والمبادئ.
نظامنا نظامٌ وازنٌ ثقيلٌ رزين، وليس نظامًا مغامرًا، ولا نظامًا انتحاريًا.
إنه أوان إطلاق وإدارة حوار وطني يتسم بالانفتاح على مختلف الآراء والرؤى والمذاهب السياسية والاقتصادية والثقافية، يديره قائد سياسي، يتحلى بالرحابة، وُيتقن فن الحوار واستخلاص درره !!
هو حوار يطلقه دولة رئيس مجلس الأعيان في الوقت الذهبي المناسب، الذي يلي نتائج الانتخابات النيابية، ويلج مرحلتها، التي يجب أن تكون مزاياها الثقة بالنفس، والاخلاص لتشريعات منظومة التحديث السياسي.
وكالعادة، وعقب كل انتخابات نيابية، ثمة من يرضى ويدعم ويستثمر في المخرجات التي أجاد استثمار مدخلاتها، وثمة من يستاء ويشكك ويرفض ويحذر من المخرجات، التي يرى ان في سلوك من قطف ثمارها، شططًا و"شوفة حال" وقفزًا في المجهول، على قواعد الرشد والواقعية السياسية وأصول المشاركة، والتعددية السياسية، التي ظلت واحدة من ملامح نظامنا السياسي والاجتماعي الصلبة.
كنت من دعاة ومؤيدي ان تدير الأحزاب الوطنية، حوارًا داخليًا يعتمد مناهج النقد والنقد الذاتي الموضوعي الدقيق العميق، وهو ما تقوم به لجان الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني بقيادة الشيخ طلال صيتان الماضي والدكتور أسامة تليلان.
وكنت من دعاة ان تٌجري قيادةُ جماعة الإخوان المسلمين، حوارًا داخليًا يحسم مسألةً معلّقة هي: هل الجماعة مع المشاركة أم مع الشراكة، مما يتيح فرص الاندماج الكلي في النظام السياسي وحسم التردد والندية والمظلومية والمغالبة حسمًا نهائيًا.
ان المراجعات المستمرة، ضرورة سياسية، وهي تتيح قطف ثمار أكثر نضجًا.
ــ الدستور