نيفين عبدالهادي تكتب: «عُقبال» غزة
وسط أحداث يصعب أن نجد بينها فرحا، أو مساحة للابتسامة، لما تشهده المنطقة من اضطرابات أمنية، حيث يتعرض أهلنا في غزة لأقسى وأبشع حرب شهدتها البشرية، شعر العالم العربي أمس بفرح نحتاجه عندما تم الإعلان رسميا عن وقف إطلاق النار في الجمهورية اللبنانية، فقد واجه الأشقاء في لبنان حربا قاسية وظروفا صعبة جدا، نتج عنها الكثير من المآسي والأوجاع، ليأتي هذا الإعلان بالكثير من الفرح والأمل للأمة العربية وللأشقاء في لبنان.
وبرز أمس وسط الترحيب والأمل بما يشهده الأشقاء في لبنان من فرح السلام، الدعاء والابتهال لله بأن نسمع ذات النبأ لغزة، وكانت عبارة «عقبال غزة، والفال لغزة» الأكثر تداولا أمس على المستويين الشعبي، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على الأصوات الكثيرة من أهلنا في غزة، فرح السلام والأمن والاستقرار لم يعد يقتصر على الشعور بالفرح، فبات للغزيين الشعور بالحياة، التي غابت بكافة تفاصيلها الطبيعية عن واقعهم.
ورافق هذه الخطوة التي جاءت برعاية أميركية - فرنسية تساؤلات كثيرة ترتكز على مضمون واحد بأن الحرب على أهلنا على غزة هل ستنتهي قريبا مع هذا الإعلان، وهذه الرعاية الدولية، مع آمال ومطالبات بأن تنتهي الحرب على غزة المنكوبة والمكلومة، حتى يعمّ السلام، بجوهر معناه الحقيقي، مادام لإسرائيل طريق واضح للوصول لإقناعها وحثّها على أن يعمّ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الأردن، من جانبه رحب بإعلان وقف إطلاق النار في الجمهورية اللبنانية الشقيقة برعاية أميركية-فرنسية، واعتبرها خطوة مهمة، فيما أكد الأردن بذات الوقت أن هذه الخطوة المهمة «يجب أن تستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة». حقيقة وقف إطلاق النار في لبنان الشقيق فتح باب الآمال على مصراعيه بأن تنعم غزة بسلام دائم وأن يتم إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار على غزة.
وفي ردة الفعل الأردنية بتقديم العون للأشقاء في لبنان ودعم أمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه، ودعم تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية وضمان إعمار ما دمرته الحرب وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للبنان، شدد الأردن على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة «كخطوة أولى نحو خفض التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع»، موقف أردني يكمّل صوت الأهل في غزة والضفة الغربية والقدس، صوت يريد سلاما حقيقيا، كاملا ليس منقوصا، عادلا ليس مجتزأ، ففي وقف الحرب على أهلنا في غزة، سيتحقق السلام الذي ينشده العالم وسيجعل من فلسطين بجغرافيا أراضيها كاملة بوابة الأمن والاستقرار والسلام وحقيقة هي خطوة أولى لجعل المنطقة والعالم في مكان آخر من الأمن والسلام.
في وقف إطلاق النار على الأشقاء في لبنان، أمل يرقب من خلاله الأردن وفلسطين والأهل في غزة بأن إسرائيل تتجاوب مع أصوات تنادي بالسلام، ليقف الجميع على حافة الأمل بإمكانية وقف الحرب على أهلنا في غزة، وهو ما نادى به الأردن دوما بضرورة تدخل دولي لوقف الحرب، لتعلو الأصوات بالقول «عُقبال غزة بعد لبنان»، فما زال هناك متسع للأمل والرجاء بأن القادم يمكن أن تحضر غزة والضفة الغربية به على الأجندة الأميركية والمجتمع الدولي، وأن يكون لها نصيب بصوت دولي يفرض على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الاعتداءات بالضفة الغربية. ــ الدستور