الأخبار

محمد يونس العبادي : وقف إطلاق النار ومأساة تجاوزت المعقول!

محمد يونس العبادي : وقف إطلاق النار ومأساة تجاوزت المعقول!
أخبارنا :  

وأخيرا، وبعد نحو عام ونصف عام منذ اندلاع حرب غزة، نسمع عن وقف لإطلاق النار، في حالة نترقب مآلاتها والأجوبة على تساؤلاتها من جهة هل ستقف الحرب على جبهة لبنان فعلا، أم ستستأنف خاصة مع نتنياهو الذي يخدمه استمرار الحرب أكثر من وقفها.

وما زالت عيوننا في خضم ما يجري على غزة، حيث نأمل مقاربة تنهي معاناة الناس في القطاع، حيث ما زالوا يدفعون ثمن هذه الهجمة الاسرائيلية الشرسة الغارقة بغياب إنسانيتها وبخدمتها لأغراض التطرف الإسرائيلي.

في توقيت إعلان وقف إطلاق النار في لبنان فهو يأتي قبل نحو الشهرين من تسلم ترمب لمهامه الرئاسية، ويبدو أن نتنياهو يريد أن يمنح بايدن سطرا أخيرا من الرصيد مكافأة للإدارة الديمقراطية التي بذلت لأجله ولأجل مواصلة جرائمه الكثير، ووفرت له حماية وغطاء غير مسبوق.

ويريد نتنياهو أن يعيد ترتيب أوراقه استعدادا لترمب، وبلؤم أوقف القتال على جبهة لبنان، وترك الحرب دائرة في غزة لأن وقفها يهدد مستقبله السياسي ويقلل من حظوظ بقاءه في السلطة.

فزمرته من أقصى اليمين من أمثال بن غفير وسموتريتش، توفر له البقاء ما دام يمضي في مشروعه العدواني على غزة بإنسانها وحجرها.

تنتظر غزة اليوم، وأهلها المصابون بنازلة غير مسبوقة، ونتيجة لصلف هذه الحكومة المتطرفة أياما ثقال خاصة مع دخول فصل الشتاء، ويبدو أن وقف الحرب هناك معادلته مختلفة وتنتظر تغيرا كبيرا بحجم قدوم إدارة أميركية جديدة، أو أن تشتد المعارضة لنتنياهو.

ولكن، شاء أم أبى فإن نتنياهو سيواجه عاجلا أم آجلا سجل جرائمه بحق أهالي غزة، فلعبة السياسة وشراء الوقت مهما طالت فإنه لم يعد لليمين في إسرائيل ما يقدمه، وما وصل به من مأساة في القطاع بات في ذروته.

إن الأيام المقبلة، ستكون حاسمة بالنسبة لنتنياهو المدان، وسينتهي به المطاف وهو موصوم بعار لا يمكن أن يمحى، فما جرى بالقطاع على مدار عام ونصف العام من مأساة أكبر من حديث السياسة، وحساباتها، ومعادلاتها.

وبعد وقف النار في جنوب لبنان، فإن لا نهاية بالأفق، ولا راحة في منطقتنا إلا بوقف النار بغزة، ولحظتها سيرى العالم شواهد مأساة تجاوزت المعقول! وتجاوزت كل حديث الضمير والإنسانية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك