د . عثمان الطاهات : التغطية الإعلامية لقضايا الإرهاب.. الأبعاد والأهمية
يعد الإعلام أداة أساسية في تعزيز الأمن الاجتماعي حيث يلعب دوراً محورياً في مواجهة الإرهاب والتطرف ويمثل الإعلام الأردني منصة تحمل مسؤولية تاريخية لتهيئة بيئة تعزز من بناء المجتمع الأردني، ما يستدعي توجيه رسائله بما يخدم المصلحة الوطنية العليا حيث تقع على عاتق وسائل الإعلام الأردنية مهمة حيوية تتمثل في كشف الأعداء وأهدافهم الخبيثة إضافة إلى نشر القيم الوطنية والدينية التي تعزز من الوعي العام وتقف سدًا أمام الانجراف نحو الأفكار المتطرفة.
في ظل تداخل الإعلام التقليدي والرقمي، تبرز أهمية تنفيذ برامج عملية تتضمن حملات إعلامية وحوارية وتحقيقات استقصائية إلى جانب الإنتاج الدرامي والوثائقي تستهدف هذه الوسائل تصحيح الانحرافات الفكرية ودحض الأفكار المغلوطة التي تسعى الجماعات الإرهابية للترويج لها.
كما يتوجب على الإعلام تعزيز ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز الوحدة الوطنية دعماً للدولة الاردنية في وجه التطرف والإرهاب وبديهي أن الأحداث الإرهابية يجب ألا تُعالج كقصص إخبارية منعزلة بل يجب أن تُفهم كجزء من سلسلة مستمرة من الاعتداءات التي تهدد الدولة والمجتمع.
من المهم أيضًا تسليط الضوء على الأضرار المباشرة التي تنتج عن الأعمال الإرهابية ما يحول القضية إلى قضية مجتمعية مشتركة بين جميع فئات الشعب الاردني وليس مجرد قضايا حكومية ويجب أن يُركز الإعلام على معاني التكامل والاندماج وتجنب نشر محتوى يُثير الكراهية أو التمييز بين فئات المجتمع المختلفة.
هذا بجانب التأكيد على أهمية الأبعاد الثقافية والتربوية في مواجهة التطرف حيث يجب العمل على توعية الجمهور بمخاطر التطرف وأثره السلبي على الأمن العام ويتطلب ذلك دعوة مستمرة نحو الوسطية والاعتدال الفكري.
كما ينبغي على الإعلام التعامل بحذر مع المعلومات التي تصدر عن الجماعات الإرهابية تجنباً لترويج رسائلهم، مع تعزيز الروح المعنوية للمواطنين عبر رسائل تحمل الأمل في المستقبل وقدرة الدولة على مواجهة الإرهاب لتحقيق هذه الأهداف بفعالية من الضروري تدريب الصحفيين والإعلاميين على كيفية التصدي للقضايا المتعلقة بالتطرف والإرهاب مع التأكيد على ضرورة تجنب نشر المعلومات التي تحض على الكراهية.
يتضح مما سبق أن الإعلام يلعب دورًا حاسمًا ليس فقط في مواجهة الإرهاب، بل أيضًا في بناء مجتمع قادر على التصدي لأي دعاية تحريضية وإنه أداة فعالة في تعزيز الوعي ونشر قيم التسامح والاعتدال، ما يجعل المسؤولية الإعلامية واجبًا وحقًا لكل مواطن في مواجهة قوى الشر والارهاب .
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادئ يجب أن تُطبق بشكل صارم من قبل الإعلام الأردني في حالات الحوادث الإرهابية مثل الحادثة الجبانة التي وقعت اخيرا في منطقة الرابية بعمان، التي نتج عنها إصابة عدد من مرتبات الأمن العام الذين يسهرون على توفير الأمن والطمأنينة للمجتمع الأردني، لضمان تقديم تغطية مسؤولة وفعالة تصب في مصلحة الوطن والمجتمع.
ــ الدستور