عصام قضماني : ليست رومانسية..!!
كنا وما زلنا في هذا البلد نؤمن باننا قادرون على تحويل التحديات الى فرص ورغم كل شيء كان هناك دائما ضوء في نهاية النفق.
كم من نفق اجتزنا وكم من كرب تجاوزنا. وكم من ضيق تنفسنا بعده الصعداء.
كأن الازمات سطر لا يذوب في كتاب هذا البلد وهناك من يقول اننا ضحية الجغرافيا وهناك من يقول اننا وجدنا على خط النار وهناك من يقول ان التحدي يولد معه الصبر وان الصبر مصدر قوة وبعد كل ازمة يخرج هذا البلد اقوى.
لست هنا بصدد منح جرعة تفاؤل ولا رسم الألوان في فضاء متحرك ولا تثبيت أعمدة فوق ارض لا تهدأ بينما نرى ويرى الجميع النيران تشتعل من حولنا ولا نهاية.
لكن تبقى الاوضاع الاقتصادية هي معيار التفاؤل والتشاؤم وهي معيار الثقة في المستقبل وهي معيار عدم اليقين.
لماذا يميل معظم الشباب العربي ومنهم الاردني إلى التشاؤم وقد اكلت الاحدات التي لا تترك لهم نفسا يرون ما يبعث على بصيص امل وقد تراكمت العثرات وخيبات الامل وقد اخذ منهم التعب مما يجري كل جهد.. فيذهبون هنا وهناك بحثا عن حياة افضل لكنهم يحملون كل هذا التعب وكل هذا الضجيج فوق اكتافهم.
89 بالمئة من الشباب العربي في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل والتي اكلتها الصراعات قلقون من البطالة وجودة التعليم، لكنهم يكافحون!! فماذا لو كانوا في بيئة مستقرة؟.. ماذا ستكون اوضاعهم وابداعاتهم وعقولهم؟..
في كل استطلاعات الرأي، الشباب العربي حددوا ثلاث استراتيجيات لزيادة فرص العمل، وتلخصت أهم أولوياتهم في مكافحة الفساد والمحسوبيات، وتوفير المزيد من المعلومات بشأن فرص العمل المتاحة، وإصلاح نظم التعليم، آملين من حكوماتهم مساعدتهم في إطلاق أعمالهم التجارية الخاصة من خلال تسهيل الإقراض والحد من الروتين الحكومي.
من اسباب الأداء السلبي للاقتصاد، النظرة التشاؤمية, وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة.
صحيح أن بعض المؤشرات الاقتصادية سلبية, لكن سرد السلبيات يجب ألا يعني, القبول بها, فما نحتاجه هو عمل جاد مغلف بجرعة تفاؤل.
نريد ان نرى حركة نشطة ونريد تخفيف الضغوط عن كاهل الشباب ومنحهم حرية اكبر، هم لا يحتاجون الى ضغوط اضافية فالاناء بما فيه كاف.
التحديات الماثلة ليست بسيطة لكنها ليست فريدة رغم ما نفتقر إليه من الثروات مثل النفط والصناعات العملاقة والاستثمارات الهائلة, في مواجهة البطالة المقلقة والعجز المتفاقم، لكن الإنسان هو من يوجد الثروة كل ما يتطلبه الامر هو تركه يحلق الى ابعد مدى.
اعرف ان ما كتبته ربما يكون مفرطاً في الرومانسية لكن ما اريد ان اثبته هنا هو حركة المجتمعات تقررها حركة الناس فيها.
ــ الراي
qadmaniisam@yahoo.com