الأخبار

فرح واعتزاز بوصول النشامى إلى أرض قطاع غزة

فرح واعتزاز بوصول النشامى إلى أرض قطاع غزة
أخبارنا :  

نيفين عبد الهادي :

حضر الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أمس في الشارع الغزّي والفلسطيني، بصورة لا يمكن وصفها من حبّ وشكر وثناء، وتقدير. وقد هبطت طائرات القوات المسلحة الأردنية على أرض غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب على أهلنا في القطاع، محملة بمواد إغاثية وطبية ودوائية، ليرى بها الغزيون أن الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك يقف معهم ويسندهم في زمن بقوا فيه وحدهم في ميدان حرب هي الأصعب والأقسى بتاريخ البشرية.

بالأمس، بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، سيّرت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي سرباً من الطائرات العسكرية المحملة بالمواد الإغاثية والطبية والدوائية الضرورية للأهالي بقطاع غزة، لتكون هذه العملية الأولى من نوعها التي تسير ضمن رحلات «الجسر الإنساني» إلى قطاع غزة الذي أعلن عنه جلالة الملك أخيراً في خطابه بالأمم المتحدة وفي كلمته بالقمة العربية الإسلامية بالرياض، ودعا الجميع إلى الانضمام لهذه المبادرة.

وفي تسارع بكلمة «عاجل» أخذ الحدث المساحة الأوسع والأسرع والأكثر حضورا بكافة وسائل الإعلام الفلسطينية، حيث أخذ حيّزا كبيرا بكافة وسائل الإعلام، فيما تسارعت رسائل الأهل في غزة تتناقل الحدث الذي بث فرحا يحتاجونه، علاوة على كسر الحصار العملي الذين يعيشون، وتعزيزا لصمودهم بإجراءات عملية وحقيقية، لتعلو حناجرهم بشكر الأردن، وتقدير هذا الدور العظيم الذي يحكي عظمة النشامى بحرفيّة الواقع والأداء.

بالأمس، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، أقلعت من الأردن 8 طائرات عسكرية باتجاه قطاع غزة تحمل أكثر من 7 أطنان من المساعدات الإنسانية، وتضمنت أغذية وأدوية ومواد صحية وأغذية ومواد خاصة بالأطفال، تم نقل هذه المواد من منطقة القرارة وتسليمها إلى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP بغزة، ليصار إلى توزيعها إلى الأشقاء داخل القطاع، ليكون رقم (8) أمس هو رقم الحظ والفرح الغزّي، «كود» الأمل لشعب بدأ يفقد حياته شيئا فشيئا وكل مقوماتها، ليكون يوما أردنيا بامتياز.

وفي متابعة خاصة لجريدة «الدستور» لأهمية تسيير يتم لأول مرة منذ السابع من تشرين الأول 2023 لسرب من المروحيات المحملة بالمساعدات لقطاع غزة، أكدت شخصيات من قطاع غزة ومن الضفة الغربية أن ما قام به الأردن بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني منح الغزيين ترياق أمل، وحياة لحياتهم، ونبضا لصمودهم، مشيرين إلى أن ما حدث ليس فقط سابقة وإنما جرأة ووقفة حق وسند يحتاجونها بحجم معاناتهم، وألمهم، ووجعهم منذ أكثر من عام، وسيكون لها دون شك تبعات إيجابية تحرّك ساكن العالم الذي لم يكترث لجوع غزة وحاجاتها الطبية والإغاثية والإنسانية، ليستجيب بلد النشامى بجرأة وإجراءات عملية.

ووصف المتحدثون عبر الهاتف من غزة والضفة الغربية مبادرة الأردن بتوجيه من جلالة الملك بأنها عظيمة، وصنعت المستحيل الذي تمنوه منذ أكثر من عام، وعززت ثقتهم بأنهم ليسوا بمفردهم في مواجهة الاحتلال، وجرائمه، التي أدت لتجويع الغزيين، وقطع الدواء والعلاج، ليكون الأردن بجرأة النشامى حاضرا لمساعدة ومساندة الغزيين، والأهم منحهم ثقة بأن الشقيق الأردني يقف معهم.

وشدد المتحدثون لـ «الدستور» على أهمية ما قدّمه الأردن واستثنائيته أمس، مؤكدين أنه ليس غريبا على بلد النشامى، وأن هذه المكرمة ليست سوى خطوة أردنية جديدة تضاف للكثير من مواقف شجاعة داعمة ومساندة للقضية والشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بجهود كبيرة ومهمة وعملية، طالما ابتعد بها الأردن عن الكلام، فكانت مواقفه عملية مجسدة على أرض الواقع.

ثائر أبو عطيوي

وقال مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين ثائر أبو عطيوي: تتواصل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية والصحية العاجلة لقطاع غزة في ظل الحرب المستمرة لأكثر من 400 يوم على التوالي، وكان آخرها تسيير القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي أمس سربا من الطائرات العسكرية المحملة بالمواد الإغاثية والصحية التي يحتاجها أكثر من مليون ونصف مليون نازح في قطاع غزة.

وأضاف: تعتبر قوافل القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي التي تم إرسالها لغزة الأولى من نوعها ضمن المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا في خطابه بالأمم المتحدة وفي سياق كلمته بالقمة العربية الإسلامية بالرياض، ودعوته الكريمة لجميع الدول المشاركة في هذه المبادرة، ضمن رحلات الجسر الإنساني.

وأكد أن الطائرات العسكرية الأردنية التي أقلعت امس الأربعاء باتجاه قطاع غزة، تحمل أكثر من 7 أطنان من الأغذية والأدوية ولوازم الأطفال، تأتي في توقيتها نظرا لحاجة شعبنا في قطاع غزة لتلك المساعدات، لعدم وجود معظمها حاليا، وسيكون لها الأثر النفسي الإيجابي الكبير على نفوس سكان القطاع وجموع النازحين بسبب الحرب المستمرة.

وأشار إلى أن مواصلة جهود المملكه الشقيقة باستمرار تقديم الدعم برا وجوا منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب هي جهود واضحة ومشكورة ومقدرة من كافة أبناء شعبنا الفلسطيني لأنها الجهود التي تنم عن أصالة الأردن الشقيق بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي له كل احترام وتقدير على وقوفه المستمر بجانب شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته.

وقال إن إجمالي المساعدات الإنسانية والاغاثية والصحية التي وصلت حتى اللحظة من المملكة والتي تبلغ نحو 56,573 طنا، تعتبر رقما كبيرا على صعيد حجم المساعدات الإنسانية التي وصلت لقطاع غزة، الأمر الذي يدلل على حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على استمرار مواصلة الاستمرار بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي والصحي إيمانا من جلالته بدعم ومؤازرة شعبنا الفلسطيني على كافة الصعد والاتجاهات.

وأضاف أن تقديم الدعم السخي من مساعدات إغاثية وإنسانية دليل على كرم وشهامة كافة الهاشميين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني.

وذكر أن مواصلة واستمرار المملكة بتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، إنجاز تكاملي للمملكة في سياق الدعم السياسي من أجل الوصول للحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وختم بالقول: ستبقى المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عنوانا للوفاء والعطاء لشعبنا الفلسطيني كافة، هذا الوفاء والعطاء الممتد منذ نشأة وتأسيس المملكة الهاشمية، وللمملكة وللهاشميين وللأردنيين كافة المحبة ولجلالة الملك عبدالله الثاني الاحترام والتقدير، ودام العطاء وبوركت الجهود.


محمود خلوف

أستاذ الإعلام الرقمي وعلوم الاتصال في الجامعة العربية الأمريكية، المحلل السياسي الدكتور محمود خلوف قال إن الأردن يثبت مجددا صدق مواقفه الشجاعة وانسجام المواقف مع الشعب الفلسطيني وقيادته.

وأضاف أن إرسال سرب من الطائرات المحملة بمواد إغاثية عاجلة إلى جنوب قطاع غزة يأتي في وقت يعاني فيه قطاع غزة من التجويع والحصار والإبادة الجماعية.

وشدد خلوف على أن هذه الخطوة تأتي استكمالا للجهود الكبيرة التي تقوم بها الطواقم الطبية الأردنية في أكثر من موقع في قطاع غزة، وكذلك من خلال المستشفى الكبير للجيش العربي في نابلس شمال الضفة الغربية ومن خلال المستشفى الميداني الأردني التخصصي في جنين التي تتعرض باستمرار لعدوان إسرائيلي.

وختم الدكتور خلوف بالقول: عاش النشامى، نقدر صدق المشاعر، نقدر عاليا الجهود السياسية والدبلوماسية الأردنية المتقدمة التي تعبر عنها القيادة الهاشمية.

ناصر العريني

الإعلامي في إذاعة الشعب بغزة ناصر العريني قال: نثمن دور الأردن الشقيق بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لهذه العملية التي تعد الأولى من نوعها ونتمنى أن تصل كافة الدول إلى ما وصل له الأردن الشقيق.

وأضاف: تتميز مبادرة أمس بعد الإنزال للمساعدات من الجو، ما جعلنا نرى النشامى وهم يقدمون هذه المساعدات والأدوية بروح أخوية وبكل حبّ وعطاء، إذ هبطت الطائرات على أرض غزة.

وتابع بالقول: نثمن دور الأردن بقيادة جلالة الملك وما قام به من خطوة استثنائية وجرأة يوم أمس، حقيقة لا يمكن وصف مشاعرنا في الشارع الغزي ونحن نرى طائرات نشامى الجيش العربي تهبط على أراضي غزة، ونأمل أن يستمر هذا العطاء الأردني ونأمل أن يشاركه العالم بهذه الإنسانية العظيمة والجرأة، ونشكر جلالة الملك على كل ما يقدمه لغزة منذ أكثر من عام بجهد عظيم ومقدّر.

وقال العريني: كارثة غزة تجاوزت كل الكلمات التي سجلها التاريخ من نكبة ونكسة وغيرهما، فقد تجاوزنا كل هذه المفردات لما هو أكبر وأخطر، فما نعيشه لا يمكن للبشرية استيعابه وتحمّله، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم كارثية، وكل ما شهده التاريخ من حروب ارتكبت إسرائيل أضعافه، فقد فقدنا كل مقومات الحياة لتأتي المساعدات الأردنية بارقة أمل لتجاوز ألمنا.

خالد جودة

الإعلامي والمحلل السياسي خالد جودة قال «فعلا» شكرا لجلالة الملك عبدالله الثاني وشكرا للأردن لهذه السابقة، وهي المرة الأولى التي يصل فيها سرب طائرات بمساعدات إنسانية وإغاثية إلى الأهل في غزة، لتشكل بادرة إنسانية عظيمة، ناهيك عن رمزيتها وأبعادها المهمة الداعمة للغزيين وللشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

وأكد جودة أن ما قدمه الأردن أمس بتوجيهات ملكية عظيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقال: نأمل أن تتم مساعدة الأردن بهذا الجهد العظيم، الذي من شأنه إيصال العون للغزيين، ومساندتهم لمواجهة حرب تجاوزت العام وأنهت كافة مقومات الحياة، فما قدمه الأردن يعيد لهم الحياة.

منذر الشرافي

الإعلامي والمصوّر الصحفي في غزة منذر الشرافي قال: عاش الأردن بقيادة جلالة الملك، الذي لم يترك غزة وحيدة يوما، إنما قدّم الدعم والعون والسند على مدار ساعات وأيام عام لم تشهد البشرية أسوأ وأخطر وأقسى منه، ليكون الأردن دوما السند والعون.

وأضاف: بالأمس واصل الأردن سنده لنا بجرأة نشامى الجيش العربي، وهبوط 8 طائرات أردنية على أرض غزة للمرة الأولى منذ عام، ولذلك أثر كبير في نفوسنا، وصمودنا، وعوننا، فنحن اليوم نحتاج كل شيء وحرب إسرائيل لم تبق أي شيء من مقومات الحياة، وحياتنا لا يمكن لبشر أن يتحملها، ونأمل أن يجد الأردن من يسانده بما قام به أمس من بطولة وجرأة وإنسانية بتوجيهات من جلالة الملك، نثمنها ونقدّرها عاليا.

متابعات إعلامية

ورصدت «الدستور» أمس تسارع وسائل الإعلام الفلسطينية في نقل الحدث بشكر وتثمين لجلالة الملك عبدالله الثاني ودعم الأردن، فيما تم بث الخبر من خلال المجموعات عبر رسائل «الواتس آب» بشكل سريع وواسع، وكان أكثر ما تم تداوله إعلاميا «لأول مرة منذ بدء العدوان على غزة»، فبهذه العبارة تم تداول الخبر على نطاق واسع مع تحليلات تشيد بالموقف الأردني الداعم لغزة والضفة الغربية والقضية الفلسطينية.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك