الأخبار

محمد منصور الكفاوين : الملك والقول الفصل

محمد منصور الكفاوين : الملك والقول الفصل
أخبارنا :  

على وقع أحداثٍ جيوسياسية إقليمية وعالمية وتحولاتٍ عميقة وتحديات ومنعطفات سياسية أعمق، وعدوانٍ إسرائيلي لم يتوقف منذ أكثر من عام.. وبرسائل داخلية وخارجية وبلغة الحزم الاردنية، جاء خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب العشرين..

خطابٌ كان عنوانه الحزم والعزم والوضوح والواقعية والمكاشفة والشمولية كخارطة طريق أردنية شاملة..

خطابٌ جاء ليؤكد المؤكد، أن الأردن ومواقفه لم ولن يكون موضعا للتقييم وللتشكيك ولا يحتاج لشهادة اعتراف من أحد بأنه الاصفى والانقى والاصدق قولا وعملا حيال القضايا العربية وبمقدمتها فلسطين، فالملك لم يقدم موقفاً منذ الازل الا وكان منسجماً مع التاريخ الاردني المكتوب بقيم الوفاء والحق وصدق المواقف وتضحيات جيشهِ المصفوي الذي أبى الا أن يحمل اسم العربي قولا وفعلا.

خطاب أكد أن الاردن يمضي في درب التحديث السياسي والاقتصادي باقتدار رغم ما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية وما تمر به المنطقة من ظروف لربما هي الأكثر خطورة منذ سنين.. لكنه أردن العزم الذي يمضي بمزيد من الانجازات وكثير من الايمان بالله والوطن..

رسائل ومضامين سياسية قالها الملك صراحة.. لكن الرسائل المستترة في المكان والزمان.. فالمكان مجلس نواب يعد الاول الذي يحط في العبدلي بموجب قانوني انتخاب وأحزاب جديدين على درب تحديث سياسي يقوده الملك رغم ما يواجه الاردن من تحديات داخلية وخارجية.. مسيرة كان آخرها انتخابات نيابية بطابع حزبي عكست حسا ووعيا وطنيا سياسيا وثقة مطلقة بمشروع ملكي طموح وجريء عنوانه الاصلاح.. أما الزمان فالاردن يمضي في مسيرة الاصلاح الشاملة رغم ما يعصف بالمنطقة من أزمات هي الأكثر خطورة وتصعيدا منذ سنين..

وأنها فلسطين، شقيقه الدم والتاريخ والمصير والموقف والجينات فلم تغب عن الخطاب فهي الحاضرة دوما في البوصلة الاردنية.. فلم تكن غزة وفلسطين بالنسبة للاردن شأناً عربياً وانما شأن اردني داخلي اصيل.. فالدفاع عن الحق الفلسطيني جزء أصيل من الهوية الاردنية استنادا إلى وصاية هاشمية يؤديها الاردن بشرف وأمانة..

ولأن الخطاب جاء كخارطة طريق شاملة فلم يغب حديث الاقتصاد عنها.. فقد جاء خطاب العرش محملا برؤية اقتصادية واضحة تعكس احتياجات المرحلة الراهنة. تتطلب استجابة فورية وحاسمة من الحكومة والبرلمان، فالرسالة واضحة: لا مجال للتقاعس أو التأجيل، فالتحديات الاقتصادية والاجتماعية أصبحت أكثر إلحاحاً، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ليست مجرد خطة على الورق، بل خريطة عمل تستوجب التنفيذ الفوري.

خطاب ملكي جاء ليؤكد أن الأردن هي باروميتر الروح القومية العربية، فاذا ابتسمت حتما سيكون حال الامة مبتسماً، واذا ما عبس الاردن؛ فلنسأل عن سرّ عبوس الأمة؛ فلم يحدثنا التاريخ الاردني المجيد عن لحظة غضب فيها الاردن وكان حال الأمة يسر صديقاً. ــ الراي

مواضيع قد تهمك