د محمد كامل القرعان : التقدم خيار الملك الأول
افتتاح البرلمان الجديد ليس مجرد مناسبة دستورية، لتجديد اللقاء بممثلي الأمة، وإنما هو موعد مهم وعهد جديد، لطرح القضايا الكبرى للأمة، لاسيما تلك التي تحظى بالأسبقية في سياق مواصلة قيادة مسيرة وطننا الكبير ومواصلة السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، لضمان العيش الكريم للأردنيين ؛ فتحقيق المنجزات، وتصحيح الاختلالات، ومعالجة أي مشاكل اقتصادية أو اجتماعية، يقتضي العمل الجماعي، والتخطيط والتنسيق، بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخاصة بين أعضاء مجلس النواب والحكومة، والأحزاب المكونة لها.
لذا فقد حدد جلالة الملك عبد الله الثاني في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة الجديدة لاستكمال مسيرة الإنجازات والتنمية الشاملة التي يطمح إليها الأردنيين جميعا، وتسطير مرحلة جديدة في عمر الوطن وتبنى إصلاح مؤسسي شامل يهدف إلى ضمان الانضباط وتحقيق الحوكمة السليمة وعدم العبث فيها وباي ركن من مقوماتها لتحقيق إرادة الأردنيين.
وهذا لا يتأتى الا بتحركنا معا كرجل واحد لحماية وطننا من براثن التطرف والدمار والانهيار ليظل امن الأردن بمفهومه الواسع وسلامة شعبه العزيز وتحقيق التنمية والتقدم هــــو خيــــار الملك الأول، فـــوق أى اعتبـــار وذلك من خلال نهج المصارحة والمشاركة بشأن كل القضايا والتحديات التى واجهناها بأعتبار أن تماسك كتلتنا الوطنية ووحدة شعبنا هى الضمانة الأولى، للعبور بهذا الوطن إلى المكانة التى يستحقها.
فانطلاق قطار البناء في كل شبر من أرض الوطن، إيذانا ببداية مرحلة جديدة من عمر الدولة بعهد هذا المجلس لا إهمال فيها ولا تقصير ولا تراجع، فكل مسار من المسارات الثلاثة (السياسي والاقتصادي والإداري) يحصل على نصيبه العادل من العمل والبناء والتطوير بما يتلائم مع جوهره.
فالـ4 سنوات المقبلة ستكون امتدادا لما تحقق على جميع المستويات وبمختلف المجالات، بعد عبور تحديات كبيرة كادت أن تعصف بهذا الوطن لولا وجود قيادة حكيمة وواعية وقادرة على التعامل مع الأزمات بشجاعة ولولا ثقة وقوة وقدرة الأردنيين في عبور أي تحديات والخروج منها أقوى.
فدور المجلس في الشراكة الحقيقية مع الحكومة لمواصلة مسارات التحديث الثلاثة يصعب حصرها، والتي ستسهم في تغير وجه الحياة في الأردن، بيدا أن قطار التعزيز الذي بدأ رحلته منذ 25 عاما بقيادة جلالة الملك، ونجح في إعادة الحياة إلى جميع القطاعات، وإحداث طفرة تنموية في جميع المناطق والمحافظات، سيواصل مساره حتى تحقيق تطلعات الأردنيين.
فالاردن سطر ملحمة ديمقراطية شهد لها العالم، باصطفافه بصف الوطن وانتخاب المجلس العشرين والتصويت لصالح المرشح الذي يستحق، وهذا يتطلب وقف الأردنيين خلف انجازهم ومجلسهم لاستكمال المسيرة وتحقيق المزيد من الاستقرار خلال الفترة المقبلة وتحقيق تطلعات الأمة الأردنية العظيمة فى بناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والزراعة متسلحين بعراقة تاريخ وشرعية الإنجاز، لا نظير له بين البلاد وعزيمة حاضرة، أشد رسوخا من الجبال وآمال مستقبل، يحمل بإذن الله كل الخير لبلدنا وشعبنا.
ولعل السنوات القليلة الماضية أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر الإرهابى والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة عبر تاريخ الأردن الحديث وهى التحديات التى لم يكن لنا أن نصمد فى وجهها، لولا عراقة الأردنيين ووقوفهم خلف جيشه المصطفوي وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، للبناء وتقوية هذا البناء بما يمكننا من اجتياز أية صعوبات بمشيئة الله.
فالعالم بما يشهده اليوم من تحديات متصاعدة: حضاريا وعلميا.. وتكنولوجيا وسياسيا واقتصاديا يحتم علينا أن ننتبه بكل طاقاتنا إلى أننا فى سباق مع الزمن؛ فالتقدم المستمر لا يتوقف لينتظر أحدا، وقد قطعنا شوطا كبيرا فى فترة زمنية وجيزة مواجهين الصعاب والتحديات، ومدركين أننا نتحدى أنفسنا، قبل أى شىء آخر وهو التحدي الذى يفوز به دائما المعدن الأردني النادر الذى تزيده جسامة التحديات صلابة وقوة. ــ الراي