م. فواز الحموري : خطاب العرش السامي
تتوشح مناسبة افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، بخطاب العرش السامي وطلة جلالة الملك عبدالله الثاني البهية وتوجيهاته الثاقبة والثوابت التي يؤكد عليها جلالته وتكون باسم الله وعلى بركته.
وحين بارك جلالة الملك لأعضاء مجلس النواب انتخابهم، فقد حمّلهم أمانة تشكيل مرحلة جديدة في مسيرة البناء والتحديث، لخدمة الأردن والأردنيين
وبداية لتطبيق مشروع التحديث السياسي، في مسار يعزز دور الأحزاب البرامجية، ومشاركة المرأة والشباب، وهذا يتطلب أداء نيابيا وعملا جماعيا، وتعاونا وثيقا بين الحكومة والبرلمان، على أساس الدستور.
وحمّلهم أيضاً مسؤولية كبيرة لإرساء قواعد عمل وممارسات برلمانية يكون التنافس فيها على البرامج والأفكار وأساسها النزاهة، وتعبر بكل وضوح عن مصالح وأولويات الدولة، هذا من جانب ومن جانب آخر طالب جلالته النواب والأعيان بواجب الرقابة من أجل ضمان تنفيذ مسارات التحديث والتقدم لخدمة أجيال الأردن ومستقبله.
تضمن خطاب العرش التأكيد على الإسراع في تحديث القطاع العام، وصولا إلى إدارة عامة كفؤة وقادرة على تقديم الخدمات النوعية للمواطنين بعدالة ونزاهة، وشدد جلالته على أن يكون هذا النهج التزاما مشرفا يقوم به كل مسؤول وموظف لتوفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل.
وبعزم ومثابرة أشار جلالته إلى مواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لإطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو خلال العقد القادم، نظرا لما يمتلكه الأردن من كفاءات بشرية وعلاقات مع العالم تؤهله لأن يكون رافعا للنمو.
تناول جلالته في معرض خطابه السامي، الدولة الأردنية الراسخة والتي لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه وتلك إشارة واضحة تماما ومباشرة لمواجهة التحديات وما تفرضه الظروف المحيطة من توازنات سوف يفرض الأردن خياراته ولن يقبل بديلا عنها وسواها.
الموقف الأردني المشرف يزين الخطاب السامي، ويعيد جلالته تأكيد أن السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين، وسيبقى الأردن متمسكا بذلك الخيار لإعادة كامل الحقوق لأصحابها ويمنح الأمن للجميع.
إشارة مؤثرة تضمنها الخطاب وتمثلت في بقاء قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية، ومواصلة الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها، استنادا إلى الوصاية الهاشمية، التي يؤديها آل هاشم بشرف وأمانة بالرغم من كل العقبات، وتطرف الذين لا يؤمنون بالسلام.
وكرر جلالته في الخطاب وقوف الأردن وبكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والعمل بجهد من خلال تحركات عربية ودولية لوقف هذه الحرب، اذ قدم الأردن جهودا جبارة ووقف أبناؤه وبناته بكل ضمير يعالجون الجرحى في أصعب الظروف وكان الأردنيون أول من أوصلوا المساعدات جوا وبرا إلى الأهل في غزة، ولعلها العبارة المختصرة المفيدة الشافية والتي زينها جلالته في خطابة تجاه غزة مرددا: «سنبقى معهم، حاضرا ومستقبلا».
وبنبض وهمة الجيش العربي والأجهزة الأمنية مصدر الاعتزاز والفخر للوطن والأمة كانت التحية الأغلى والأجمل من القائد الأعلى لمن أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب بكل شرف والعهد بمواصلة البناء وكتابة فصول جديدة في مسيرة الخير مزينة باغلى ما فيها الإنسان وبظمة الأردن الوطن الطيب والمبارك بأهله وأرضه وليكون وجها عربيا صادقا وعنوانا لكل الخير وليصنع كل يوم من أيامه بداية لمستقبل واعد بالإيمان والعزم والثبات.
أمام الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين العديد من المسؤوليات التي حددها خطاب العرش السامي وأشار إليها بأولويات على مستوى مجلس الأمة والدولة ودقائق حاسمة استهل بها جلالته خطابه فكفى وأوفى. ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk