الأخبار

قصة عالم الرياضيات الإرهابي!

قصة عالم الرياضيات الإرهابي!
أخبارنا :  

ظهر بالولايات المتحدة عام 1979 إرهابي من نوع خاص، نفذ عمليات تفجير بطرود مفخخة، وتمكن من زرع قنبلة داخل عنبر الشحن بطائرة للخطوط الجوية الامريكية في 15 نوفمبر من نفس العام.

القنبلة الموقوتة على متن تلك الطائرة المتوجهة من شيكاغو إلى واشنطن، لحسن الحظ لم تنفجر في الجو، بل خرجت منها أدخنة أجبرت طاقم الطائرة على الهبوط الاضطراري، فيما اقتصرت الأضرار على إصابة عدد من الركاب بالتسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

تلك العملية وكانت حينها الثالثة في سجل هذا الإرهابي المجهول الذي أطلق عليه اسم " أونابومبر"، دفعت مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي إلى التركيز على تعقبه واصطياده، وجرى في هذا السياق الإعلان عن مكافأة قيمتها مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تساعد على القبض عليه.

نفذ الإرهابي الغامض "أونابومبر" 16 هجوما بطرود مفخخة بين عامي 1979 و1995، تسببت في مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة من بينهم بيرسي وود، رئيس شركة يونايتد إيرلاينز.

كما تبين لاحقا لم يكن منفذ هذه الهجمات الإرهابية بالطرود الملغومة شخصا عاديا، بل رجلا يوصف بالنابغة، وأستاذا سابقا للرياضيات كان تخرج من جامعة هارفارد التي انضم إليها ولم يتجاوز من العمر 16 عاما.

صانع ومرسل الطرود المفخخة كان يدعى تيد كازينسكي وهو من مواليد عام 1942 لعائلة من الطبقة العاملة لمهاجرين من بولندا في شيكاغو.

حاول الشاب الشغوف بالتحصيل العلمي والذي تمتع بدرجة ذكاء عالية الالتحاق بكلية الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة شيكاغو، إلا أنه استقر بنهاية المطاف في جامعة ميشيغان. في هذه الجامعة عمل في التدريس وحصل على درجة الدكتوراه.

لاحقا حصل على منصب في قسم الرياضيات في بيركلي، إلا أنه استقال بعد ذلك بعامين من دون توضيح للأسباب. تقارير أشارت إلى أنه كان مدرسا سيئا على الرغم من عبقريته.

عاش مع والديه لعدة سنوات، ثم بنى منزلا ريفيا في الغابة في مونتانا. في بعض الأحيان كان يحصل على المال من أقاربه، وفي أحيان أخرى كان يعيل نفسه بالعمل في الوظائف التي تسنح له، وطيلة الوقت كان منكبا على قراءة الكتب وخاصة لمؤلفين من المتمردين الفوضويين.

اقتنع هذا العالم في الرياضيات بأن رسالته في الحياة هي "تحرير البشرية من التكنولوجيا ومساوئ التقدم والمجتمع الصناعي"، واختار لهذه المهمة التي كلف نفسه بها أسلوب "الطرود الملغومة".

بحلول منتصف التسعينيات عرض على السلطات وقف الهجمات الإرهابية التي ينفذها، مقابل نشر مقال له في صحيفة رئيسة. لاتقاء شره، نشر مقال الإرهابي "أونابومبر" في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست.

بعد نشر أفكار هذا الإرهابي، لاحظ شقيقه الأصغر دافيد التشابه المذهل في لغة النص مع رسائل شقيقه الشخصية. على الرغم من العلاقة الوثيقة التي ربطت الشقيقين، أرسل دافيد من دون أن يكشف عن نفسه، رسائل شقيقه الأكبر إلى مكتب التحقيقات الفدرالي.

بعد يومين من ذلك، اقتحم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي 3 أبريل 1996 منزل تيد كازينسكي الريفي وقاموا باستجوابه. في المنزل عثروا على قنبلة اكتمل تجميعها وعلى نسخة من بيانه الذي نشره، ولم يكن أمامه أي مجال للإنكار.

حوكم تيد كازينسكي وكان يبلغ من العمر وقتها 55 عاما، وبعد إدانته، صدرت ضده في عام 1998 ثمانية أحكام بالسجن مدى الحياة ومن دون الحق في العفو أو الإفراج المبكر، علاوة على إلزامه بدفع مبلغ 3.25 مليون دولار كتعويضات للمتضررين من هجماته الإرهابية.

بيعت مقتنياته الشخصية في مزاد علني، باستثناء طبعا مخططات صنع القنابل، وذهبت الأموال التي تم تحصيلها إلى تعويض الضحايا. في السجن ألف هذا الإرهابي كتابين هما "العبودية التكنولوجية" و"الثورة المضادة للتكنولوجيا".

طويت صفحة هذا الإرهابي غريب الأطوار والأفكار في 10 يونيو عام 2023، حين عثر عليه في سجن بوتنر بولاية نورث كارولينا من دون علامات الحياة. نُقل إلى المركز الطبي للسجن وسجل الأطباء وفاة تيد كازينسكي الملقب بـ "أونابومبر" في عمر 81 عما.

أفكار هذا الإرهابي غريب الأطوار تعكس بذاتها شخصيته. كتب في إحدى المناسبات يقول: "لطالما كان لدي مثل هذه الأوهام، وتتمثل في قتل هؤلاء الأشخاص الذين كرهتهم. على سبيل المثال، موظفي الخدمة المدنية وضباط الشرطة وعلماء الكمبيوتر والطلاب غير المهذبين مثل أولئك الذين يتركون علب الجعة في الحدائق".

المصدر: RT

مواضيع قد تهمك