د محمد كامل القرعان : ما مستقبل فلسطين بعد فوز ترامب؟
للفلسطينيين سجل صعب مع ترامب وتجربة مريرة وإدارته فهو من أوقف تمويل الأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، ونقل سفارة بلاده إلى القدس وأعلنها عاصمة موحدة لإسرائيل عام 2017، ثم أعلن عام 2020 رؤيته لتحقيق «السلام» والتي عرفت بـ"صفقة القرن» التي رفضها الفلسطينيون وقالوا إنها تنتقص حقوقهم ولا تتضمن إقامة دولة فلسطينية.
والشهران المقبلان حاملان لعناوين عريضة باعتبارهما حاسمين جدا فيما يتعلق بقطاع غزة، وقد يوصل ترامب رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلب فيها إنهاء الحرب قبل أن يستلم رسميا البيت الأبيض لكن التأثير الأكبر سيكون حول إدارة المعركة في قطاع غزة، وإعطاء نتنياهو وقتا لإنهاء هذه المعركة ثم الحديث عن المخرج السياسي بشكل أو بآخر.
شراكة كاملة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في استمرار العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وهناك دعم وحماية للاحتلال من مغبة مساءلته على جرائمه وخاصة من خلال استخدام الفيتو بمجلس الأمن؛ وهو ليس انحيازا أميركيا فقط لكنه شريك باستمرار العدوان ضد الشعب الفلسطيني.
ولن يرى ترامب المتغير الفلسطيني بوضوح، ولن يرى حتى القيادة الفلسطينية سواء على مستوى الفصائل أو مستوى التنظيمات أو مستوى القيادة السياسية، وسيحاول الوصول إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عبر تفعيل مشروع التطبيع العربي الاقتصادي والسياسي ومحاولة إدارة الأمور بعيدا عن المواجهات العسكرية؛ والارجح تطبيع عربي شامل تنضم إليه أغلب الدول العربية، لاعتقاده أن الفلسطيني غير قادر ولا يرغب في اتخاذ قرارات تاريخية ويعترف فيها بإسرائيل.
والسيناريو المحتمل مضي إسرائيل في فرض الأمر الواقع ليكون جزء منه في قطاع غزة من خلال تهجير السكان والتضييق عليهم، وضم أراض جديدة في الضفة الغربية، وتكثيف المشروع الاستيطاني في ظل غياب أي ضغوط أميركية او أممية ودولية على إسرائيل فيما يتعلق بالبناء في المستعمرات الكبرى والتوسيع في مناطق «ج» المقدرة بنحو 60% وتخضع لسيطرة الاحتلال الكاملة؛ وبالتالي يفشل المسار السياسي أو الحل السياسي، ويبقى الحل الاقتصادي أو الحل التطبيعي هو الحل الوارد في هذه المرحلة.
وتتطلب مواجهة المخاطر والتحديات الناجمة عن فوز ترامب التأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن تكسر إرادته وسيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته ومنها عودة اللاجئين وتشغيل الاونروا وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والحفاظ على وحدة تمثيله في إطار منظمة التحرير وأداتها السلطة الفلسطينية.
وفي هذه المرحلة يجب ان يركز الجهد السياسي الفلسطيني بوحدته ومقاومته وصموده على الأرض وتمسكه بحقوقه وثوابته على وقف حرب الإبادة الجماعية، ورفض محاولات التهجير سواء من قطاع غزة أو الضفة والقدس، وحماية الشعب الفلسطيني من التجويع والتعطيش، ضمن أفق عملية سياسية بين المنظمة والفصائل تفضي إلى إنهاء الاحتلال وبما يعزز الوحدة الوطنية في كل الأراضي الفلسطينية ويرفض ما يسمى «اليوم التالي» الذي يسعى فيه الاحتلال لفصل قطاع غزة من أجل عدم إقامة دولة فلسطينية، ولطالما أفشل الشعب الفلسطيني كل مخططات الاحتلال الصهيوني. ــ الراي