الأخبار

محمد يونس العبادي : رسائل أردنية

محمد يونس العبادي : رسائل أردنية
أخبارنا :  

من جرش، وخلال الزيارة الملكية الأخيرة، بعث الملك عبدالله الثاني برسائل تؤكد قوة الأردن وجهوزيته للرد على أي محاولة تمس به.

هذه الرسالة، جاءت في وقت تمعن فيه حكومة الاحتلال وتصعد من جبروت آلتها العسكرية في الضفة الغربية، ويعتقد نتنياهو من خلال تطرفه ومسايرته لغرائز اليمين المتطرف أنه يضغط باتجاه الدفع بمخططاته الصهيونية نحو التحقيق.

غير أن على الجميع أن يدرك أن موقف الأردن حازم، تجاه أي مخطط يحاول المس بمبادئه حيث الحقوق الفلسطينية، وأن حرب غزة وجوهرها هي سيناريو لا يمكن أن يتكرر.

وإذا تأملنا سياق هذه التأكيدات الأردنية من أعلى مستوى فهي تأتي من موضع قوة، بدءا بالاسباب الداخلية المرتبطة بالالتفاف الشعبي، وتقديم الاردن كدولة قوية تمارس عمليتها السياسية رغم كل اضطرابات الإقليم، إضافة إلى متانة العلاقة بين قيادتنا الهاشمية والأردنييين.

وهذه الرسائل تتجاوز إسرائيل إلى العالم.. فنتنياهو اليوم أضعف من قبل، إذ كلما تصاعد خلافه مع وزرائه حاول التأزيم أكثر، فما العملية الأخيرة في لبنان جاءت بعد ساعات من الحديث عن إقالة وزير دفاعه وخلافاته مع المتطرفين سموتريتش وبن غفير.

إن الأردن في هذا الظرف المتوتر يؤكد أيضا على ما رسمه من خطوط حمراء رسمها بقوة قيادته والتفاف الأردنييين حول قيادتهم، وأن ما يفكر به نتنياهو ومتطرفوه في الضفة لن يكون.

فمحاولة تفجير الأوضاع في الضفة أو المس بالوضع التاريخي للمقدسات ما هي إلا محاولة ستجر الوبال على إسرائيل العالقة بسبب تطرف حكومتها في وحل من جبهات عدة.

وفي المنظور الأردني يبقى المبدأ راسخ والعمل مستمر.. إذ استبق الملك عبدالله الثاني اجتماعات الأمم المتحدة التي ستخيم حرب غزة عليها، بعقد اجتماع للجنة الوزارية العربية، سعيا لتوحيد الخطاب العربي في المنبر الأممي، ومن ثم تزخيما لجهود الدبلوماسية الأردنية بالضغط تجاه إنهاء هذه الحرب، رغم محاولات شراء الوقت التي يلعبها نتنياهو.

إن الأردن ثابت بالمبدأ وحرابه جاهزة للتصدي لأي محاولة تسعى لإضعافه أو إضعاف دوره. وهذا مبدأ هو محل إجماع بين الأردنيين وقيادتهم الهاشمية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك