الأخبار

خلدون ذيب النعيي : الانطلاق من المجتمع المحلي في مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي

خلدون ذيب النعيي : الانطلاق من المجتمع المحلي في مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي
أخبارنا :  

في علم الادارة العامة الحديث لم يعد ينظر لجمهور المؤسسة عامة كانت او خاصة بمثابة المتلقي السلبي الذي ينتظر فقط الخدمة او السلعة وهنا تنتهي المعادلة بين الطرفين دون أي تفاعل بين الطرفين يعود بالمصلحة المشتركة عليهما، بل اصبح من اهم اساسيات العمل الاداري الناجح وجود قناة خاصة للاتصال الايجابي تتيح للمؤسسة او الشركة عرض ما تقدمه مقروناً باقتراحاتها وامكانياتها وبنفس الوقت يتيح للجمهور المستفيد والمتلقي سماع اقتراحاته واولوياته فيما يقدم من خدمات، وبالتالي لا يعد هنا الطرفان منفصلان عن واقع الاخر وتنشأ العلاقة الاتصالية الايجابية التي تجسر الهوة بينهما وتعود بالرضا والمنفعة المشتركة على الطرفين.

من خلال جولاتي على بعض بلديات الوطن حيث اطلعت على فحوى المشاريع التي قام بها مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي التابع لوزارة الادارة المحلية لمساعدة البلديات المتضررة من اللجوء السوري حيث تعرفت على ألية العمل التي قام بها المشروع لتنفيذ جهوده بالتعاون مع البلديات فقد كان المجتمع المحلي هو الحاضر الاول في هذه الجهود، فكانت رؤية المشروع تقوم على الانطلاق من المجتمع المحلي للبلدية من خلال عمل اجتماعات عامة تمثل كافة اطيافه وخصوصاً القطاعات الشبابية والنسائية وسماع آرائهم حول تحديد اولويات المشاريع وسبل تنفيذها بما يناسب احتياجاتهم المجتمعية والمعيشية على حد سواء، وهو الشيء الذي تمخض عنه قصص نجاح للبلديات تجاوزت فيها دورها البلدي التقليدي والتنظيمي البحت فكان هنالك مشاريع بمثابة حلول لمشاكل بيئية واجتماعية مختلفة من خلال توفير المشاريع الاستثمارية الصناعية والزراعية التي ساهمت بشكل كبير في تشغيل الايدي العاملة في المجتمع المحلي وبالتالي درء مخاطر البطالة وشرورها عن الاسرة والمجتمع ككل.

أحسن مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي آلية العمل، فكان شعاره التواصلي هنا مع المجتمع المحلي في البلديات الاستماع للآخر أكثر من أسماعه والحديث له، وهو هنا بلا شك استطاع ضمان ان تتحدث فئات المجتمع المحلي بكل اريحية بما تريده من المشروع وبلدياتها فضلاً عن كسب ثقته ومصداقيته وبالتالي وضع هذا المجتمع عند مسؤولياته في نجاح هذه المشاريع بحيث يكون شريكاً فاعلاً لا مجرد متلقي سلبي فقط، وهو الشيء الذي نجح فيه المشروع وما نجاح جهوده في مختلف البلديات التي استهدفها الا عنوان لذلك فقد استطاع المشروع التطرق لمشاكل البيئة والبطالة من خلال طرح الحلول المباشرة لها على ارض الميدان بعيداً عن الاكتفاء بالتوصيف النظري لها.

وكان النجاح المقرون هنا لمشروع الخدمات البلدية بتفعيل دور البلدية الاجتماعي والتنموي فأصبحت بحق مع هذا المشروع الملجأ لهذا المواطن في حل مشاكله المعيشية وتقوم بأعمال يناط بها جهات اخرى فنجحت النجاح الذي عزز مكانتها وثقة مواطنها وهو الشيء الذي سيساهم في كسبها تعاون المجتمع المحلي بكافة نشاطاتها واعمالها.

آلية عمل مشروع الخدمات البلدية والتكييف الاجتماعي مع المجتمع المحلي والتي ساهمت بنجاح جهوده فضلاً عن سماع اراءه وملاحظاته التي سيستفيد منه المشروع بعملية التقييم العام للجهود المبذولة هي عنوان نجاح لمؤسسة عامة في العمل الحكومي سبق فيها كثير من المؤسسات و الشركات الخاصة، هذا ما سمعته من آراء المهتمين ومتلقي الخدمة من المواطنين خلال جولاتي الاخيرة في البلديات، وبالتالي هي رسالة للجميع بالعمل العام والخاص ممن يحملون رسالة خدمة الوطن والمواطن ان يستفيدوا من تجربة مشروع الخدمات البلدية والتكييف الاجتماعي في هذا المجال التواصلي الذي أثبت فاعليته ونجاحه.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك