الأخبار

السعودي البازعي يحاضر عن أزمة المثاقفة في الفكر العربي المعاصر

السعودي البازعي يحاضر عن أزمة المثاقفة في الفكر العربي المعاصر
أخبارنا :  

قال الناقد والمفكر السعودي الدكتور سعد البازعي إن أزمة المثاقفة، تفرض على الناقد العربي أن يكون على قدر كبير من الوعي بالسياقات الثقافية والمعرفية لهذه المناهج، وهو ما يجعل الفرصة مواتية لمناقشتها، في ظل مرور العالم العربي، بأزمات متلاحقة منذ عقود، تمنعه من تحصيل التوازن، والبدء في العمل على تحقيق التنمية.

وأشار البازعي في محاضرة ألقاها مساء أمس الاثنين في منتدى عبد الحميد شومان بعمان، بعنوان "أزمة المثاقفة في الفكر العربي المعاصر"، إلى أنه مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، انفتحت طبقة من النخبة العربية على ما كان قائماً من تحديث في أوروبا، في مجال الحريات الفكرية والاجتماعية، وما قادت إليه من ثورة صناعية واقتصادية كبيرة، ساهمت في تحقيق رفاه اجتماعي متطور، في الوقت الذي كان العالم العربي حينها، يشهد ولادة حركات إصلاحية عديدة، وبناء نماذج لجمعيات إصلاحية وأحزاب سياسية تواجه التتريك، خصوصا في مصر وبلاد الشام، والتي انفتحت على الفكر الأوروبي مبكرا من خلال الحملة الفرنسية على المنطقة.
وأوضح، أنه مع نشاط حركة التعليم والحياة الثقافية، ظهر رواد النهضة العربية الذين تبنوا الأفكار الحديثة، مثل: رفاعة الطهطاوي وأديب اسحق وخير الدين التونسي وأحمد ابن أبي الضياف وقاسم أمين وفرح أنطون، ومع مجيء الاستعمار في أعقاب انهيار الحكم العثماني، باتت العلاقة بين الشرق العربي والغرب محكومة بنظرة متشككة، ما أسقط هالة نموذج النهضة الأوروبية من أذهان الكثيرين، فيما بدأ آخرون يبحثون عن نموذج خاص، خصوصا في فترة ما بعد رحيل الاستعمار.
وقال، خلال نصف القرن الماضي حاولت النخب العربية استلهام النموذج الغربي للنهضة من خلال علاقات التبادل الثقافي، أو ما يعرف بـ"علاقة المثاقفة"، لتنتج مستوى لا بأس به من التطور باحتكاكها الثقافي والسياسي مع الغرب.
وكان الناقد والباحث الدكتور محمد عبيد الله، مهد لمحاضرة البازعي، بالتأكيد على أهمية التطرق إلى أزمة التثاقف في الفكر العربي المعاصر، والبحث عن حلول لها، باعتبار أنها تجاوزت المرحلة الطبيعة.
وبين عبيدالله أن التثاقف هو مصطلح مشتق من كلمة الثقافة التي تعد شديدة التعقيد لكثرة استعمالاتها وتحولاتها، مشيرا الى أن "التثاقف" هو أحد سبل الانفتاح والتبادل، ويطلق على التغيرات في الممارسات والمواقف والأفكار والمعتقدات والتقاليد وأنماط السلوك ونحو ذلك مما يطرأ عليه التغيير نتيجة الاتصال بثقافات مختلفة.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك