الأخبار

سياسيون : القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الأردن عبر تاريخه

سياسيون  : القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الأردن عبر تاريخه
أخبارنا :  

ماجدة أبو طير

تأتي مناسبة ذكرى استقلال الأردن الثامنة والسبعين في ظل ظروف استثنائية تعيشها القضية الفلسطينية، هذه القضية التي تربعت دوما على سلم أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني باعتبارها قضية مركزية وطنيا وقوميا وإسلاميا، ولهذا ظلت تستحوذ على اهتمام جلالته ومحور أحاديثه في كل لقاءاته مع مؤسسات ودوائر صنع القرار السياسي الدولي.

وتعد مواقف المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك، ثابتة وراسخة وواضحة بضرورة حل الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته، وأبرزها حقه في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

وتؤمن المملكة بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تمثل مصلحة وطنية أردنية عليا، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بتلبية طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وفق مبدأ حل الدولتين.

ويؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني دوما أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بالحل العادل للقضية الفلسطينية، وبما يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن إطار تسوية عادلة ودائمة فمن دون هذا الحل ومن دون إنهاء الاحتلال، لا سلام ولا أمن في المنطقة.

وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» أكد سياسيون أن القضية الفلسطينية تأتي في طليعة الملفات التي يقرؤها الأردنيون في سجل الاستقلال، من خلال تضحيات الأردنيين على طريق نصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني.

الوزير الأسبق، عضو مجلس الأعيان الدكتور محمد المومني قال إن الاستقلال يوم من أيام الأردن العظيمة نتذكر فيها المنجزات للآباء والأجداد، ومن أكبر ما قدمه الأردن وضحى بشأنه هو القضية الفلسطينية ونصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني، وإن الأردن في كل محطاته التاريخية كان السند القوي والرديف المنيع للشعب الفلسطيني ولقضايا الأمة العربية والإسلامية.

وأشار المومني إلى أن هذا الدعم الأردني المتواصل يأتي انطلاقا من أن القضية الفلسطينية قضية عادلة قوميا ودينيا، وكذلك لن هذا دفاع عن مصالح الأردن العليا.

وقال: يأتي هذا العيد والأردن يجسد مرة أخرى ملحمة الوقوف مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وكرامته الوطنية على ترابه الفلسطيني.

من جانبه، قال الوزير الأسبق، عضو مجلس الأعيان الدكتور أحمد العبادي إن مناسبة الاستقلال مناسبة عزيزة علينا جميعا ونفخر بها وهي شاهد على مسيرة النجاح التي حققها الأردن، فهذه المناسبة المهمة في تاريخ الدولة الأردنية، التي استطاعت أن تخطو خطوات متسارعة في بناء الدولة، وتقدمها الاقتصادي والتعليمي وفي كافة القطاعات، وتطور الأداء السياسي وصولا إلى تحديث المنظومة السياسية.

وبين العبادي أن الأردن العروبي كان وما زال له الدور الكبير في كافة القضايا العربية وموئلا للأحرار، وأن الأردن يضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياته، فهذا الموقف الأردني ثابت وواضح وقائم على ضرورة حصول الأشقاء الفلسطينيين على حقوقهم.

ولفت العبادي إلى أن الأردن قدم كل ما يمكن تقديمه لمؤازرة أهل قطاع غزة من الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني والإغاثي وغيره، فضلا عن تماهي الموقف الشعبي والرسمي مع توجه جلالة الملك عبدالله الثاني، كما كان لخطابات جلالة الملك العميقة في المحافل الدولية دور فاعل ومؤثر على الرأي العام العالمي.

وقال عضو مجلس الأعيان، خالد رمضان إن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي قضية داخلية بامتياز، ولم تبدأ في السابع من أكتوبر، فالجهد الأردني الذي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني منذ سنوات طويلة والأردن كان له دور واضح في مساندة الأشقاء الفلسطينيين خاصة في حرب غزة، فهذه الإبادة ليست مرتبطة بغزة فقط بل بمجمل القضية، ومنذ اليوم الأول والأردن يقف مؤازرا وداعما، وكذلك عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وموقفه واضح وثابت تاريخيا.

وأشار رمضان إلى الجهد الدبلوماسي الأردني الذي قاده جلالة الملك فيما يخص غزة، فقد سعى جلالته من خلاله لحشد كل طاقات المجتمع الدولي لتحقيق أهداف واضحة وهي ضرورة وقف إطلاق النار، وفتح كامل الطرق للمساعدات الإغاثية والإنسانية، بالتزامن مع التشديد الأردني على عدم فصل الضفة الغربية عن غزة، فضلا عن التصدي لمخاطر التهجير.

وبين رمضان أنه مع توالي العدوان وصلنا إلى عشرات آلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، فبذل الأردن جهدا في إقامة المستشفيات في قطاع غزة فضلا عن الضفة الغربية وغير ذلك من المحطات الطبية، إضافة إلى الإنزالات الجوية لإيصال الدواء والغذاء، وهذا التحدي نفذه جلالته بشخصه كما رأينا.

ولفت عضو مجلس الأعيان إلى أن الأردن منذ اللحظة الأولى لهذا العدوان، من شماله إلى جنوبه، ومن مدنه وقراه وبواديه ومخيماته، كان على قلب واحد لمؤازرة الفلسطينيين سواء في غزة أو في الضفة الغربية، فالمثلث الأردني المكون من العرش والجيش والشعب وحدة واحدة كما التاريخ باتجاه فلسطين التي تقع في قلب وضمير كل أردني وأردنية.

وبين رمضان أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني شكل اختراقا سياسيا في المنظومة العالمية، فأساس تغير وجهة نظر المجتمع الدولي هو الدم الفلسطيني عبر الشهداء، والأردن عبر مجهوده السياسي، إذ لعب دورا في غاية الأهمية ولم يحايد في مطالبه الرئيسية، فالأردن متمسك بأن الحل هو حل سياسي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية الوطنية وحق تقرير المصير للفلسطينيين. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك