الأخبار

الخلافات السياسية داخل الحزب الواحد ظاهرة صحية

الخلافات السياسية داخل الحزب الواحد ظاهرة صحية
أخبارنا :  

 د.معاذ مهيدات_ وجه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بضرورة التوجه للعمل الحزبي، حيث نعمل ليلا نهارا لتشجيع المواطنين على الانخراط بالأحزاب حتى تنضج هذه الفكرة، والتي سيكتمل العمل بها على مدار ثلاث دورات برلمانية لينتهي بنا المطاف لتشكيل حكومة حزبية من رحم الشعب.

على الرغم من التوافق المبدئي والأيديولوجي بين أعضاء الحزب الواحد، لم يخلو التنافس غير البرامجي المتمحور حول قيادة مؤسسات الحزب التي قلما يتم الرجوع لها في بعض الأحزاب، مثل المجلس الوطني للحزب ومدراء المكاتب وبعض الأمناء العامين المساعدين المجمدين وغيرها من مؤسسات الحزب، طبعا في بعض الأحزاب وليس كلها دون تعميم.

لقد كان ولا يزال من الممكن تجنيب هذه القوى (يسار وقوميين) الكثير من المواجهات بين أطراف الحزب من خلال الحوار الديمقراطي وتقديم التنازلات المتبادلة، بروح من النقد المسؤول بهدف تعزيز نقاط اللقاء، وستؤثر هذه الخلافات إن استفحلت في تحقيق استقطابات شعبية يعتد بها، إذ أنّ بعض الأحزاب نهجت أسلوبا متفردا بشخص الأمين العام وحاشيته، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

فمن دواعي الأسف أن تنشغل قيادة الحزب بالعمل ألتكتلي، بل حول كيفية الوصول إلى (الأمانة العامة) والمحافظة على المناصب والتشبث بها.

وتتمثل الخلافات بنظام الأوامر الفوقية واحتكار القيادة، إضافة إلى انعدام الديمقراطية داخل الحزب، واستصغار شأن الفروع القاعدية والكوادر من الصف الثاني، مما أدى الى الشللية والتعامل مع أعضاء الحزب حسب ولاءاتهم الشخصية.

و فجر الراحل الدكتور يعقوب زيادين مؤسس أحد الأحزاب في الماضي عبر مقال له، قضية سرعان ما تسببت في قضية داخل الحزب، واستقطبت اتهامات زيادين اهتمام القواعد الحزبية التي بدأت تضغط على قيادة الحزب بتوضيح الامور على حقيقتها، فمن الضروري أن ننظر إلى الماضي نظرة نقدية، وسيقول التاريخ كلمته عاجلاً أم آجلاً، وكم هو مفيد أن يتمعن القيادي، فيما سيقوله التاريخ.

يجب أن نجعل من هذه الخلافات نواة لإصلاح داخلي يعود بالمصلحة العامة داخل الحزب والوطن ككل، ونتقبل روح النقد، محققين رؤى جلالة الملك بحياة سياسية يشارك فيها الجميع، فالاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية، ويجب ان تتسع صدورنا لجميع القوى السياسية، دون أن تتسبب بالاحتقان والإنقسامات السياسية.

مواضيع قد تهمك