الأخبار

د. ميشلين ظاهر نويصر : القيادة الفاعلة حجر الزاوية لتطويرو استقرار الاقتصاد الاردني

د. ميشلين ظاهر نويصر : القيادة الفاعلة حجر الزاوية لتطويرو استقرار الاقتصاد الاردني
أخبارنا :  

يعد الاستقرار الاقتصادي احدى الركائز الأساسية لأي مجتمع يسعى للنمو والتقدم، وفي الأردن، لطالما شكلت القيادة الفاعلة حجر الزاوية في مواجهة التحديات الاقتصادية المتلاحقة. فالقدرة على اتخاذ القرارات السليمة، وتوجيه الموارد بشكل استراتيجي، ليست مجرد مهارة إدارية، بل هي عامل أساسي في حماية الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتقلبة

من خلال التجارب الأردنية الحديثة، يتضح أن القيادة الاقتصادية لا تقتصر على وضع السياسات المالية أو إدارة الموارد الحكومية، بل تمتد لتشمل تحفيز القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار، وضمان بيئة أعمال مستقرة وجاذبة. على سبيل المثال، المبادرات التي تبنتها القيادة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ساعدت على خلق فرص عمل وتقليل معدلات البطالة، ما انعكس إيجابًا على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي معًا. كما لعبت السياسات الاقتصادية الحكيمة دورًا في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز ثقة المستثمرين في السوق الأردني، مما ساعد على تدعيم الاقتصاد الوطني وتوسيع قاعدة الموارد المالية للدولة.

بالتحليل، يمكن القول إن نجاح أي اقتصاد يعتمد بدرجة كبيرة على مدى قدرة قيادته على توقع الأزمات والاستجابة لها بسرعة وفعالية. الأردن، كدولة ذات موارد محدودة، واجه العديد من التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع أسعار الطاقة، والتقلبات في الأسواق العالمية، والأزمات الإقليمية، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية والمالية الداخلية. إلا أن وجود قيادة فاعلة تمكنت من تبني سياسات مرنة، مثل تحسين كفاءة الإنفاق العام، وتعزيز الرقابة على المشاريع التنموية، وتبني برامج دعم القطاعات

الأكثر تضررًا، ساعد على الحد من تأثير هذه الصدمات على الاقتصاد الوطني.. الاقتصادية

على الصعيد الشخصي ارى ان قوة القيادة تكمن في مزيج من الحكمة والتخطيط الاستراتيجي والقدرة على التواصل مع الجمهور والمستثمرين على حد سواء. فالقائد الاقتصادي الناجح لا يكتفي بإصدار القرارات، بل يعمل على بناء الثقة في المؤسسات، وتشجيع ثقافة الابتكار، وتحفيز روح المبادرة بين المواطنين. هذه العناصر، في رأيي، هي ما يجعل القيادة الأردنية مثالًا يُحتذى به في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية المعقدة التي يمر بها العالم اليوم، من أزمة الطاقة العالمية إلى تقلبات الأسواق المالية والتغير المناخي الذي يؤثر على الموارد الطبيعية.

ولا يخفى أن استقرار الاقتصاد الأردني له انعكاسات مباشرة على حياة المواطن اليومية. فكل قرار اقتصادي صائب يعزز القدرة الشرائية للأفراد، ويضمن استدامة الخدمات العامة، ويحفز النمو في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، ما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة. وعليه، فإن القيادة الفاعلة لا تعمل في فراغ، بل تتفاعل مع مختلف الأطراف لتحقيق هدف مشترك يتمثل في رفاهية المجتمع واستقراره، وتوفير فرص اقتصادية عادلة لجميع المواطنين.

من ناحية أخرى، يتطلب الاستمرار في هذا المسار جهودًا متواصلة في تطوير مهارات القادة، وتبني أساليب حديثة في التخطيط الاقتصادي، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز الشفافية والكفاءة، مثل التحول الرقمي في الإدارة الحكومية، وتحليل البيانات الكبيرة لتوجيه القرارات الاقتصادية بشكل أفضل. فالاقتصاد العالمي اليوم سريع التغير، ولا يمكن لأي دولة الاعتماد على أساليب تقليدية فقط. هنا يظهر الدور الحيوي للقيادة الفاعلة في الأردن، التي لا تكتفي بالتحكم في الأزمة الحالية، بل تعمل على بناء أسس قوية لمستقبل مستدام يعتمد على الابتكار والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد

في النهاية، يمكن القول إن العلاقة بين القيادة الاقتصادية والاستقرار الاقتصادي في الأردن ليست مجرد ارتباط إداري، بل هي علاقة مصيرية تحدد مسار الدولة بأكملها. القيادة الفاعلة، المزودة بالحكمة والخبرة والقدرة على الابتكار، هي الضمانة الحقيقية لتحقيق استقرار اقتصادي ينعكس إيجابًا على حياة كل مواطن أردني. ومن هذا المنطلق، يصبح الاستثمار في تطوير القيادات الاقتصادية الوطنية أمرًا لا غنى عنه لضمان مستقبل أكثر إشراقًا للأردن، بحيث يصبح الاقتصاد الوطني أكثر قدرة على مواجهة الصدمات، وأكثر مرونة في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

مواضيع قد تهمك