الأخبار

محمد حسن التل يكتب : لماذا تتعمد اسرائيل خلط الأوراق ؟!!

محمد حسن التل يكتب : لماذا تتعمد اسرائيل خلط الأوراق ؟!!
أخبارنا :  

تعمل اسرائيل على خلط الأوراق قي المنطقة لأن قادتها يدركون أن الهدوء فيها سيجعلهم مضطرون لمواجهة استحقاقات القضية الفلسطينية أمام العالم ، فهي تحاول وتتعمد التحرش في الدولة السورية الجديدة، حيث احتلت مساحات واسعة من الأراضي السورية كمرتفعات جبل الشيخ ومناطق في الجنوب بحجة أنها تريد أن تحمي حدودها من انعكاسات الزلزال الذي حدث في سوريا بسقوط نظام الأسد ووصول الثوار السوريين إلى سدة الحكم.

والآن تحاول أن تلوح بورقة المواطنين السوريين من الطائفة الدرزية، ،في محاولة لخلق حالة فوضى في البلاد لعرقلة العملية السياسية التي بدأتها دمشق لإعادة بناء الدولة السورية على أسس يرضاها السوريون ومحيطهم العربي والمجتمع الدولي ،والقيام بإعادة تأهيل شاملة بعد أن حولها النظام البائد إلى دولة فاشلة.

عندما يقول نتنياهو بأنه أمر الجيش بالتجهز لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، فهو يريد بذلك إيجاد شرخ بين مكونات الشعب السوري والدروز واحدة من أهم هذه المكونات، ويحاول أن يربط هؤلاء بإسرائيل لإشاعة عدم الثقة بين السوريين ، وهذه محاولة بائسة منه في الحصول على ما يريده من خلق فجوة بين الدروز وبين باقي الشعب السوري ، كما يحاول أن يستغل أي حالة غير طبيعية في سوريا بعد سقوط نظام عائلة الأسد بهدف إبقاء الدولة السورية بحالة ضعف وعدم مركزية، كما يخطط لذلك.

نتنياهو يتناسى أن الدروز في سوريا طوال تاريخهم لم يخذلوا وطنهم، وكانوا أول من ثار على الاستعمار وحملوا السلاح بوجهه، ولا زالت ملحمة سلطان الأطرش ماثلة في أذهان السوريين والعرب، لذلك فإنه لن ينجح بجر الدروز للوقوف بمواجهة وطنهم وشعبهم.

إسرائيل تقول بأن كل ما تقوم به من اعتداءات على الأرض السورية وتدمير قوة الجيش السوري لحماية نفسها، وهذه إدانة واضحة لنظام الأسد الساقط أنه كان يحميها على إمتداد أكثر من خمسة عقود، وأن قصة المقاومة والممانعة كانت غطاءً يغطي به على جرائمه ضد الشعب السوري والمنطقة العربية.

المهم أن الشعب السوري بكل طوائفه يجب ألا ينجر وراء الفتن، وأن يعمل السوريون على إطفاء أي شرارة تؤدي إلى حريق فتنة لا يحمد عقباها، الأمور هناك لا زالت تحت سيطرة الحكومة وهذا الذي يزعج الإسرائيلين فهم لا يريدون بجانبهم دولة سورية قوية مستقرة تملك زمام قرارها وتعود
لحضنها العربي كدولة فاعلة في الموقف والقرار العربيين..

وتستمر تل أبيب بالعبث بكافة أوراق المنطقة، في لبنان حيث تصر أن تبقى هناك كقوة احتلال لعدم إتاحة الفرصة أمام الدولة اللبنانية لتلتقط أنفاسها وتعيد بناء نفسها لتظل تدور في متاهات الفوضى الأمر الذي يعطي إسرائيل الحجة أن تبقيها تحت النار والاضطراب، ناهيك عما تفعلة في فلسطين على مقطع الضفة الغربية وغزة وتراجعها كل ساعة عن بنود أي اتفاق يؤدي إلى إنهاء الحرب ..

في الضفة الغربية تكشر حكومة المتطرفين في تل أبيب عن أسنانها ونواياها عن طريق تنفيذ مخططها الرامي إلى ضم الضفة الغربية وإنهاء المخيمات كوجود وفكرة ، حيث تشكل هذه المخيمات حالة قلق وجودي لإسرائيل لأنها تعلم أن كل من هو ساكن في المخيم عينه على أرضه ويفكر بل ويعمل للعودة إليها وهذا بالنسبة للإسرائيلين يمثل كما أشرت تهديد وجودي لهم خصوصا في ظل التفوق الديمغرافي الفلسطيني عليهم، لهذا تعمل على قتل أكبر عدد منهم ودمج الباقي في المدن الفلسطينية وربما دفعهم إلى الهجرة الناعمة في محاولة منها لمحو فكرة العودة لأرضهم.. وهي تدرك أن التهجير بالقوة لم تعد تستطع فرضه على الفلسطينيين وأن هذا الزمن ذهب بدون رجعة بالقوة..

هذا على مستوى القضية العام..أما على المستوى الشخصي فنتياهو يحاول خلط الأوراق حتى يبقى أطول زمن في الحكومة وهذا بالطبع سيكلف الفلسطينيين دماء كثيرة وييكلف المنطقة فوضى وتوتر أكبر لا أحد يستطيع توقع نتائجه..



مواضيع قد تهمك