م. مهند عباس حدادين : إسرائيل تريد إشعال المنطقة من جديد

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والذي انكشفت جميع أوراقه لن يلق الدعم الغربي من جديد بعد الشرخ الذي وقع داخل حلف الناتو او بالأحرى بين أوروبا والولايات المتحدة بسبب موقف الرئيس الأمريكي من أوكرانيا، والاستدارة الأمريكية نحو روسيا بتصرف لا يعكس الحليف الأكبر لأوروبا، وكأن الأوروبيين في اجتماعهم في لندن يقولون «لقد نسف ترامب ما اتفقنا عليه بعد الحرب العالمية الثانية»، لم يتبق أي إلتزامات أو تحالفات دولية، فعدوي في الأمس أصبح صديقي اليوم والعكس بالعكس، كل ذلك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يدري ما يدور بين حلفائه ولا يرى غير بقائه في السلطة والهرب من المحاكمات عن طريق إشعال الحروب، وفتح جبهات جديدة ليخدع الإسرائيليين مرة أخرى وأولهم الأحزاب المعارضة في الداخل بأن أمن إسرائيل في خطر.
إن محاولة نتنياهو التنصل من اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في إتمام المرحلة الثانية والثالثة والتي تمت الموافقة عليها أمام أنظار العالم ومحاولة فتح جبهات وتهديدات جديدة، فهو يحاول إشعال جبهة الضفة الغربية وفتح جبهة مع سوريا وربما الجنوب اللبناني من جديد، لكن نتنياهو تناسى أن تلك الجبهات تحتاج إلى إمداد غربي كبير أوروبي -أمريكي وخصوصا إذا خاض حروبا طويلة الأمد، فالدعم الأوروبي سيكون مشكوكا فيه نتيجة الخلافات الأوروبية الأمريكية، ودعم ترمب العسكري والمادي له لن يكون كدعم بايدن في السابق، ولا ننسى كذلك إن هناك حسابات لدى إيران لم تغلق بعد، وشعبية نتنياهو داخليا تتناقص لفشله في إعادة بعض الأسرى أحياء، ناهيك عن استكمال المرحلة الثانية، وفشله في القضاء على المقاومة.
لذلك فإن المتغيرات والمواقف العالمية لن تكون في صالح إسرائيل كما كانت في السابق، وخصوصا إن مواقف الدول التي طبعت مع إسرائيل أصبحت على الطاولة لإعادة تقييمها، بعد كشف المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين وإنهاء وجودهم في فلسطين وتوطينهم في الخارج، وهذا خرق لإتفاقيات السلام السابقة.