الأخبار

عمر الرداد يكتب : القمة العربية .. بلا تهوين ولا تهويل

عمر الرداد يكتب : القمة العربية .. بلا تهوين ولا تهويل
أخبارنا :  

تنعقد القمة العربية المفترضة غدا في القاهرة لإعلان الخطة العربية التي أعدتها مصر، وهي خطة تم انجازها، ردا على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير 1.8 مليون نسمة من سكان غزة لحين اعمارها من جديد، مع وعود بعودة مزعومة بعد الاعمار، تبعتها تصريحات أميركية لاحقة حول احتلال غزة وتحويلها الى ريفيرا باستثمارات امريكية ضخمة، وهو ما أثار شهية اليمين الإسرائيلي الذي وصفها خطة تتجاوز ما يمكن ان يقدمه هذا اليمين لو تم تكليفه باعدادها، وبدأ بطرح اضافات بأن الدولة الفلسطينية الموعودة يمكن اقامتها بالسعودية او في سيناء المصرية او في الاردن، بالتزامن مع اقتراحات لنقل سكان غزة الى سوريا.

لم يعد سرا ان خطة الرئيس ترامب ذهبت الى اقصى اليمين وهي باعتراف الإسرائيليين خطة غير قابلة للتطبيق، لكن ترامب المؤيد لاسرائيل ومعه فريقه في الادارة الامريكية، أراد استفزاز العرب للتدخل بحل القضية بعيدا عن الأفكار والمقاربات التقليدية، وهو ما يتوافق مع مقاربات نتنياهو، الذي يرى في نفسه "البطل" الذي أنجز مهمة تفكيك محور الممانعة في غزة ولبنان وسوريا، وأنه "فكك" الخطر الايراني على دول الخليج، وان المطلوب من المجموعة العربية ان تشاركه في المعركة، وتتحمل جزءا من مسؤولياتها،وهو ما يفسر استفزاز دول الجوار العربي بإقامة الدولة الفلسطينية خارج فلسطين.

الخطة العربية، تتضمن حلولا تستمر لخمس سنوات،وبعنوانين وهما الأول: إجرائي يركز على إعادة الإعمار دون التهجير عبر شركات مصرية ودولية، وترتيبات أمنية ، بالاضافة الى الإصلاحات والمصالحات الوطنية الفلسطينية وإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية ، والثاني: سياسي مستقبلي يتضمن إيجاد أفق سياسي في إطار حل دولتين، وفي العنوانين تفاصيل، ما زالت موضع نقاشات،عربيا وفلسطينيا ودوليا، غير ان قاسمها المشترك هو انقاذ سكان عزة اولا، وإدارة القطاع بدون حركة حماس.

لا شك ان عقدة المنشار في الخطة العربية ستبقى رهنا بقبول حركة حماس لها، التي تبدي مواقف متناقضة تجاه استمرارها بحكم غزة، ولا تشير الى قبولها بما هو مطروح ، ناهيك عن الموقفين الامريكي والاسرائيلي، والمؤكد انهما لن يقبلا بخطة لخمس سنوات، لا تنهي السيطرة العسكرية والسياسية لحماس على قطاع غزة بصورة مباشرة ، ويبدو ان خطة ويتكوف الجديدة التي ستنهي العمل بهدنة المراحل الثلاث ستكون عقبة جديدة أمام الخطة العربية، رغم أنها تأتي في سياق الضغط على حركة حماس، وإغلاق ملف تبادل الأسرى خلال خمسين يوما.

تشابك وتعقيد المشهد في القضية الفلسطينية، بمرجعيته العربية والاقليمية والدولية ليست بصالح الطرفين الفلسطيني والعربي، لذا لا يتوقع من القمة العربية الكثير، باستثناء تقديم خطة إطار ترد على خطة ترامب، وربما يحملها وفد عربي مشترك الى واشنطن، ومن المؤكد أن حوارات ستجري حولها "تعديلا ورفضا واضافة"، ومن الاهمية الاشارة هنا الى انه يمكن لوفد عربي حمل الخطة لدول مثل دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لحشد التأييد والدعم لها، خاصة الحل النهائي والدولة الفلسطينية، إذ بدون هذه الدولة فإن الحرب ستتجدد اجلا ام عاجلا، حتى لو تم القضاء على ايران ومحور المقاومة، فالقادم فلسطينيا وعربيا مقاومة من نوع جديد تتجاوز المرجعيات الأيديولوجية ،بدون الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.

مواضيع قد تهمك