العميد المتقاعد حسن فهد أبوزيد يكتب : تحية إجلال وإكبار للجيش في ذكرى تـعــريــب قـيـادتـــه

كتب: العميد المتقاعد حسن فهد أبوزيد
الجيش حامي الحمى.. وهو سوط الوطن وصوته وسياجه المنيع.. ورمز عزته وعنوان فخاره.. في الأول من اذار من كل عام نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا جميعا مستذكرين معرّب الجيش المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه الذي خطى هذه الخطوة الجريئة والشجاعة في الأول من اذار عام 1956 ليكتمل الاستقلال ولتتحقق السيادة الوطنية والقومية للوطن .
قرار من اهم القرارات تم اتخاذه في مرحلة تاريخية مهمة وفي ظروف استثنائية كان لا بد من اتخاذها لكي يكتمل الاستقلال الحقيقي والذي لم يكن لولا استكمال هذه الخطوة التاريخية والجريئة من لدن ملك شاب وشجاع وبطل أمن بضرورة تأمين الحرية والحياة الفضلى لشعبه والسيادة لوطنه..
فمنذ ان تسلم جلالة الملك الحسين طيب ثراه سلطاته الدستورية عام 1953 كان يولي جلّ اهتماماته للقوات المسلحة الجيش العربي الذي تشكلت نواته من جيش الثورة العربية الكبرى في عام 1920 وبعد ان استقلت الاردن في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله ابن الحسين عام 1946. كان لابد من تقوية وتطوير الجيش ليحمي الاستقلال ويتولى السيادة حيث كان ذلك الشغل الشاغل للحسين طيب الله ثراه لقد شرّع في وضع خطة للتطوير والتحديث والترفيع لضباط الجيش ليتمكنوا من قيادته.
نظرا لاستمرار القيادة الاجنبية البريطانية في الجيش وحتى بعد الاستقلال كان وجود هذه القيادة الاجنبية في الجيش بقيادة (جون كلوب باشا ) تحد من صلاحيات جلالة الملك في التطوير والتحديث والتسليح والترفيع كما اسلفت سابقاً من هنا جاء هذا القرار التاريخي والجريء بعزل كلوب باشا وكبار القادة الانجليز من الجيش ومغادرتهم فورا ارض الوطن فصدر هذا القرار التاريخي والجريء في الأول من اذار من عام 1956 وما زلنا نتذكر و نستذكر كلمات الحسين القائد المدوّية في هذا اليوم الاغر عبر أثير إذاعة عمان ملبية رغبته في استقلال الأردن الذي بدأه جده الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين فكان لهذا القرار الهام وهذا النبأ الذي بُث عبر إذاعة عمان وتحديداً في تمام الساعة السابعة من اليوم نفسه حدثاً كان له رجّه مذهلة في النفوس انعشت الآمال والأماني لدى الأردنيين بشكل خاص ولدى العرب بشكل عام، بالتخلص من آخر محطات الاستعمار، حيث وجه جلالة القائد الحسين العظيم طيب الله ثراه آنذاك خطاباً قومياً وتاريخياً مسجلاً بصوته وموجهاً إلى أبناء شعبة جاء فيه: ( أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطاً وحراساً وجنوداً، وبعد فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيِش فنّفذناها متكلين على الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة امتنا وإعلاء كلمتها، وأنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم، النظام والطاعة ......) .
وبناء على ذلك و تنفيذا للرغبة الملكية السامية فقد أصدر مجلس الوزراء قراره رقم 198 الذي نص على النقاط التالية:
1. إنهاء خدمة الفريق جون كلوب(كلوب باشا) من منصب رئاسة الأركان في الجيش الأردني.
2. ترفيع الزعيم راضي عناب لرتبة أمير لواء وتعيينه بمنصب رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني بدلا من الفريق كلوب.
3. إنهاء خدمة القائم مقام باترك كومهل ( مدير الاستخبارات العسكرية).
4. إنهاء خدمة الزعيم هاتون (مساعد كلوب للعمليات) وتنفيذ هذا القرار اعتبار من 1/3/1956.
بعد هذا القرار التاريخي الذي جاء في وقته لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله توالت ردود الفعل العربية والأجنبية وكان أهمها ردة الفعل للشعب الأردني حيث أكبر الشعب الأردني هذه الخطوة الشجاعة والتي كان الأردن بحاجة ماسة لها من أجل تتويج الاستقلال حيث اتجهت هذه الجموع المحتشدة إلى قصر بسمان العامر واستقبلهم جلالة المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله وألقى فيهم كلمة من أهم ما جاء فيها : (أرحب بكم في بيتكم هذا أهنئكم بجيشكم العربي، لقد وفقنا الله له والان لقد شاء أن نطمئن وعلينا جميعا أيها الأخوان أن نعمل يداً واحدة في سبيل خدمة هذا البلد وكلنا فداء له).
وعلى الصعيدين الدولي والعربي فقد أكبر العالم بأسره هذه الخطوة الشجاعة للحسين وهتف المجد من أعماقه لها فكانت انتصارا للكرامة العربية التي تبعت التعريب وحققت نصر الكرامة في يوم الكرامة من شهر اذار عام 68 وأضافت سفراً مضيئاً في سجل الهاشميين الخالد.
فتحية ولاء وانتماء للجلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى الجيش وتحية فخر واعتزاز لرئيس هيئة الاركان المشتركة ولكافة منتسبي القوات المسلحة الباسلة من ضباط وضباط صف وافراد، حماةً للوطن ورسل سلام.. كما أرادهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.