الأخبار

«الجلمود» يكشف الأزمة.. التنبؤات الجوية تتحول لمنصات شهرة

«الجلمود» يكشف الأزمة.. التنبؤات الجوية تتحول لمنصات شهرة
أخبارنا :  

عمان - طارق الحميدي

مع كل اقتراب لمنخفض جوي، يجد الأردنيون أنفسهم أمام سيل من التوقعات الجوية المتباينة التي تُنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يثير حالة من الإرباك بين المواطنين والمؤسسات.

«منخفض قطبي شديد»، «عاصفة ثلجية غير مسبوقة»، «عمان تكتسي بالابيض»، كلها عناوين انتشرت بسرعة البرق على منصات التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة من الهواة الذين وجدوا ضالتهم في حالة العشق الأزلية بين الأردنيين والثلوج، مستغلين هذا الشغف لتحقيق مشاهدات خيالية للوصول إلى الشهرة.

ولعل الحالة الجوية التي حملت اسم «الجلمود» كشفت مجددًا الفجوة بين التوقعات الصادرة عن الجهات المعنية وتلك التي يطلقها الهواة عبر الإنترنت، حيث لم تتراكم ثلوج «الجلمود» سوى في مرتفعات منصات التواصل، ولم ينل الأردنيون منه سوى البرد القارس والصقيع.

لا يخفى على أحد مدى اهتمام الأردنيين بالحالة الجوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالثلوج، التي تشكل هاجسًا لهم بسبب تأثيراتها على الحياة اليومية، هذا الشغف تحوّل إلى سوق إعلامي مفتوح، حيث استغل العديد من «الهواة» منصات التواصل لبناء قاعدة متابعين واسعة ونشر توقعاتهم الجوية، بغض النظر عن دقتها العلمية.

هؤلاء الهواة، رغم افتقارهم للمؤهلات الأكاديمية والتقنيات المتطورة اللازمة، أصبحوا مصدرًا للمعلومات بالنسبة للكثيرين، ما ساهم في الفوضى والتضارب في الأخبار.

خلال الأيام الماضية، انتشرت توقعات متناقضة حول تأثير «الجلمود»، حيث تراوحت بين الحديث عن «عاصفة ثلجية تاريخية»، وبين تأكيدات رسمية بأن تأثيره سيكون ضمن الإطار الطبيعي.

هذا التناقض اوجد حالة من الإرباك، ليس فقط للمواطنين، ولكن أيضًا للمؤسسات الحكومية والخاصة التي تعتمد على دقة التنبؤات الجوية في اتخاذ قراراتها، مثل تعطيل المدارس أو تجهيز فرق الطوارئ. في ظل الفوضى، تبرز الحاجة إلى سن تشريعات تحصر إصدار التنبؤات الجوية بالجهات الرسمية أو المؤسسات المرخصة، لضمان تقديم معلومات تستند إلى أسس علمية دقيقة.

فالرصد الجوي ليس مجرد توقعات مبنية على النماذج المناخية العامة، بل هو علم يتطلب تقنيات حديثة ومحطات قياس متطورة وبيانات تحليلية دقيقة. ويرى مختصون أن ضبط هذا القطاع يتطلب سن تشريعات تحصر التنبؤات الجوية بالجهات الرسمية أو الجهات المرخصة التي تمتلك الأدوات اللازمة لإجراء تحليل علمي دقيق، كما أن على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في نقل الأخبار الجوية من مصادر موثوقة فقط، دون تضخيم أو تهويل، لمنع انتشار الشائعات التي قد تؤثر على سير الحياة العامة.

ومع استمرار تقلبات الطقس، سيظل اهتمام الأردنيين بالحالة الجوية قائمًا، إلا أن تنظيم هذا القطاع بات ضرورة مُلحّة لضمان تقديم معلومات دقيقة، وحماية المواطنين من التضليل، وضمان اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية، وحتى يتحقق ذلك، يبقى المواطنون بين شد وجذب، في انتظار الحقيقة وسط زخم التوقعات المتضاربة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك