الأخبار

رنا حداد تكتب : الذكاء الاصطناعي لن «يبتلع» .. الصحافة

رنا حداد تكتب : الذكاء الاصطناعي لن «يبتلع» .. الصحافة
أخبارنا :  

مخاوف قديمة بحلة جديدة، في كل مرة يطرح «برنامج» أو «تطبيق» يكتب الأخبار والمقالات وحتى التحقيقات الصحفية.

وتبدأ التعليقات انه لم يعد الكاتب والصحفي وحده من يمتلك الأفكار والحروف والكلمات، ولا حتى القدرة على ربط الكلمات بالأفكار والصور ليوصل الرسالة ويقدم الخبر والمعلومة والفكرة.

حسنا، البدايات، واقصد بدايات الإعلام كانت بالصوت اي ايصال الخبر بالصراخ من مكان لآخر حتى يصل التحذير أو المعلومة، فكان نقل الأخبار والأحداث شفهيا، وبعدها نقش الخبر على الجدران وتاليا رقع الجلد، ثم ما لبث وانتعش سوق النسْاخ. ثم دخلنا القرن الخامس عشر، وجاءنا جوهانس غوتنبرغ بألة الطباعة ، وبدأت حركة التغيير في العالم وصولا إلى إعلام مطبوع لحقه مرئي و مسموع، وانترنت، ورقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

فهل اختفى الصحفي ؟

تجلس في المجالس وانت الصحفي الذي كان يقطر المعنى من الغيب ، ويمشي بين الناس كائنا ينبض بالحروف قبل أن ينطقه الآخرون ، لتبدأ عبارات مثل «خلص راحت عليكم يا معشر الكتاب والصحفيين «.. و «.... الذكاء الاصطناعي بحلها «. تنهال عليك من جلساك ، الذين يرون في الذكاء الاصطناعي نهاية لمهنة الصحافة وابتلاعا للصحفي ..بحق.

شخصيا ، أجادل هؤلاء وأعود بالذاكرةفي حديثي معهم إلى ما شكلته الكاميرا من رعب للرسامين في القرن التاسع عشر حين ولدت ، فكانت تهديدا كونها ألة ، بلحظة تعمل على إلتقاط صورة، بدل عمل ايدي الفنانين الذين كانوا وحدهم بيد بشرية يوثقون الزمن ويرسمون الواقع.

هل حيدت الكاميرا الرسمين؟

هل اختفى الفن ورسومات الفنانين؟

كلا لم تفعل، بل تأكد ان الفن والرسم يقدمان ما يراه القلب، ولا ينقلان فقط ما تراه العين، وانتعشت حركات فنية تاليا لهذا الاختراع «الكاميرا، اكثر ابداعا وتعقيدا.

الشيء بالشيء يذكر ونقول ان الخوف ترصد ايضا بالادب والرواية تحديدا، فهل يمكن ان تصمد الكلمات مقابل الصورة؟

نعم ، صمدت! بل اصبحت السينما تقتات على الهام الادب والرواية.

اذا، لا يشكل الذكاء الاصطناعي اي تهديد على مهنة الصحافة، باعتباره أداة وليس موهبة، ولن «يبتلع» هذا التطبيق أو ذاك اي مهارة صحفية أصيلة تنتصر في كل طرح على الصفحة البيضاء، ان تبدع لا ان تعيد انتاج نص ليس بالكلمات بل بالرؤية، بالفكرة، بالاحساس، وهذا ما لا يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي وتعجز عنه الخوارزميات. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك