الأخبار

خلدون ذيب النعيي : الزرقاء وهي تتهيأ لمئوية بلديتها.. حاضنة سياحية تراثية استثمارية

خلدون ذيب النعيي : الزرقاء وهي تتهيأ لمئوية بلديتها.. حاضنة سياحية تراثية استثمارية
أخبارنا :  

الزرقاء فسيفساء كل جميل بهذا الوطن فهي الساكنة في قلوب ابناءها وفي قلب كل من عاشها زائراً او جندياً في معسكراتها او عاملاً في مصانعها، وهي تتهيأ لمئوية بلديتها الأولى ففي جعبتها الكثير من الطموحات والمشاريع التي تبرز مكانتها المستحقة كإقليم سياحي وتراثي واستثماري متكامل ضمن محافظتها بتنوعها الديمغرافي والثقافي والاقتصادي، آمال كبيرة وتصميم على استمرار مسيرة العمل أحسست به خلال زيارتي لبلديتها ولقائي مع عمدتها المهندس عماد المومني الذي رغم انشغاله لحظتها بمشاغل البلدية كان الاهتمام الكبير بالموضوع التراثي والسياحي والاستثماري حاضراً لديه فكان أيعازه لموظفي البلدية المختصين بالاهتمام الكامل وصولاً للتسويق المحلي والخارجي للزرقاء في هذا المجال.

الزرقاء بموقعها المتميز كقطب رئيسي في الاقتصاد الوطني بما تحويه من حركة صناعية ومنطقة حرة فهي كذلك بمثابة أردن مصغر في تراثها وثقافتها وتاريخها بل هي تقتصر فيها على ثقافات خاصة بها قلما تجدها على مستوى الوطن، فتاريخ مدينتها المعاصر الممتد منذ بداية القرن الماضي مع نشوء محطة القطار فيها جعله قبلة للسكن من العشائر البدوية حولها والشيشاني والشامي والحوراني والعجلوني والدرزي والبلقاوي والكركي والمعاني والفلسطيني وغيرهم الكثير وذلك على مدى تاريخها وبالشكل الذي صبغت فيه هذه المدينة الجميلة بكل تراث وثقافة قادم اليها، وكل ذلك يتكل على تاريخ قديم للزرقاء ونهرها يدلل عليه قصر شبيب وخربها الاثرية في خو والبتراوي وجناعة وليس بعيداً عنها الغابات الحرجية وحمامات المياه الساخنة في بيرين والمحميات المائية والبرية الخلابة في الازرق، فما سبق يجعل مدينة الزرقاء مركز انطلاق لكل هذه الكنوز التراثية والسياحية وكمدينة قريبة لا تبعد عن وسط العاصمة عمان الا 15 كم.

وبعد التضرر الكبير للقطاعات الوطنية السياحية والاقتصادية جراء الاحداث الاقليمية وخاصة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وقبله استمرار الازمة السورية وبدء بوادر الانفراج فيهما، فأن الموقع الذي تمثله الزرقاء كعقدة مواصلات ووقوعها بين العاصمة عمان والحدود الشمالية والشرقية للوطن يستوجب ان تأخذ دورها كقبلة سياحية واستثمارية وتراثية يساهم في التنمية الشاملة لمجتمعها المحلي وذلك من خلال التركيز الاعلامي والمجتمعي وتسويق مميزات مدينة الزرقاء ومحافظتها ككل، وبشكل يعود الخير عليها والوطن ككل سيما أن القطاعات الاقتصادية فيها كانت المتضررة بشكل كبير من الاحداث الاقليمية الاخيرة واعتبرت الزرقاء من المجتمعات المتضررة من اللجوء السوري.

وفي هذا الظرف الذي بات فيه التبشير بالانتعاش المأمول هو المنتشر وخاصة مع الحديث عن مشروع أعمار سورية والذي تقدر مختلف المراكز المختصة ان كلفته ستتراوح بين 200 الى 300 مليار دولار امريكي، وفضلاً عن الدور المميز المتوقع للأردن في هذا المشروع الحيوي فان الزرقاء بحاجة للتسويق الاعلامي والاجتماعي لكنوزها السياحية والتراثية والثقافية وابرازها لكافة المهتمين وهو الامر الذي سيساهم بقوة في دفع الحركة الاستثمارية والاقتصادية فيها، وهو الأمر الذي تستطيع بلديتها بما تحمله من تاريخ وحضور ونشاط كبير في مجتمعها المحلي أن تكون الحاضنة لهذا النشاط المميز مع اقتراب مئويتها الأولى وذلك من خلال نشاطها الذاتي فضلاً عن التشاركية مع مختلف الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص، والزرقاء بلا شك قادرة ان يكون لها مكانتها في هذه الفترة المميزة ومما قاله العرب في حكمهم «إن هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خفقان سكون».

مواضيع قد تهمك