الأخبار

م. فواز الحموري : إعادة الإعمار والبناء

م. فواز الحموري : إعادة الإعمار والبناء
أخبارنا :  

ليس من السهل العودة للإعمار والبناء من جديد بعد الدمار، ولكن المؤشرات الراهنة في كل من سوريا، لبنان وغزة تشير إلى بداية الطريق المكلل بالعمل والتصميم على التعافي والانطلاق نحو بناء الذات والتغلب على التحديات كافة وخصوصا التي تحتاج إلى وقت طويل وجهد أكبر والتنادي للتعاون والتنسيق غلى جانب اليقظة والحرص والانتباه.

ثمة مساعدات ومعونات مادية وفنية ومعنوية سوف تقدم وهناك الكثير من جوانب الدعم اللوجستي والنفسي والطبي والمجالات الأخرى التي سوف تحقق الكثير من عوامل الاستقرار والطمأنينة للشعوب التي عانت طوال السنوات السابقة وتحتاج للراحة واخذ نفس لمواصلة الحياة والصمود والكفاح والتشبث على ارضها والدفاع عن حقوقها المشروعة.

وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والافراج عن المساجين، بادرة تعني استئناف الحياة ومواصلة العيش على الأرض والعودة للمنازل مهما كان وضعها ونفض غبار المعركة والبداية بالإعمار والبناء والنظر إلى المستقبل بثقة وتصميم.

وفي لبنان وبعد الكشف عن جميع مجالات انهاء الوضع الراهن وتقديم الحلول الممكنة لضمان استقرار الوضع الأمني والسياسي وتحمل الجميع مسؤولية الدفع باتجاه مصلحة البلاد ووحدتها والالتزام بالمحافظة على ثرواتها وحدودها ومكوناتها وخصائصها.

ومع انطلاق سوريا نحو وباتجاه الاصلاح والوحدة والتعاون وحماية الشعب، تتضح الصورة أكثر نحو الإعمار والبناء وإعادة الامكانيات المتاحة في بلد غني بموارده إلى السعي والمضي قدما في سد العجز القائم وتوظيف ما يمكن من أجل التحديث.

على أنقاض الخراب والدمار سوف تنبعث الحياة من جديد في غزة على وجه الخصوص والجميع من حولها يقدم المساعدة والعون والدعم، وقد نتحدث عن المدد الأردني طوال الأشهر الماضية وما قدمه من واجب إنساني وسياسي وإسناد قد لا يحتاج للغة أرقام عن ما قدم ولكن يحتاج إلى انصاف لما تحمله الأردن تجاه غزة وسوريا ولبنان وظل صامدا كذلك في وجه التشكيك والغمز واللمز.

لن تكون محاولات الإعمار والبناء مفروشة بالورد ومعبدة بالتسهيلات، ولكن التحديات واختلاط العديد من الفرص مع ضريبة الواقع سوف تظهر للعيان وتكشف العديد من محاولات التأثير على فرص النجاة والتعمير ولعل مصطلح «القطط السمان» ليس ببعيد عن مجالات الإعمار والبناء والاستفادة من مشاريع النمو والتقدم نحو الانفتاح والتجديد والتأقلم.

المراحل القادمة تحمل في طياتها المخاطر ولكن وبالمقابل فرصا للتغلب على المشاكل والتي شكلت فيما مضى تجربة من التفاوض ورحلة المقاومة والصمود واثبات الوجود وفرض الظروف على الرغم من مما قدم من تضحيات من الشهداء وأصناف الاهوال التي كانت بالمرصاد.

يحتاج الأمر إلى وقت وجهد وتكاتف وشحذ الهمم والانتباه واليقظة وإلى مجالات من العطاء في التخصصات المختلفة والمشاريع ذات الاولوية وإلى جهود مخلصة للتفاهم والقيادرة والإدارة والسيطرة، وبالطبع بث الأمل والرجاء والثقة بالمستقبل.

بارقة الإعمار والبناء سوف تشعل وتنير الدرب الذي يكون سوى فرصة للاقوياء وأصحاب الهمم العالية والواثقة من الإنجاز والعمل والتغلب على التحديات كافة ومنها الاحتلال والعدوان والدمار والقتل. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك