«الطريق الطويل يبدأ بخطوة»، مثل شعبي تربينا عليه، يعكس فكرة أن التقدم التدريجي، يمكن أن يؤدي في النهاية، إلى تحقيق الإنجازات العظيمة، اليوم وبعد مرور 100 يوم على تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان، وهي فترة كانت كافية لتقييم خطوات الحكومة الأولى، وتحديد مدى استجابتها لتطلعات المواطنين وقادة الرأي، أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، تقريرًا شاملاً، حول آراء الأردنيين بأداء الحكومة، حيث أظهر التقرير مؤشرات إيجابية على صعيد متابعة المواطنين لأعمال الحكومة، والتفاؤل بقدرتها على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.

التقرير أظهر أن 34% من المواطنين يتابعون ما تقوم به الحكومة منذ تشكيلها، بينما بلغت نسبة المتابعة بين قادة الرأي 91%، وهو ما يعكس اهتماماً واضحاً بجهود الحكومة، ويرى المتابعون أن الحكومة تسعى بجدية لمعالجة أبرز التحديات الوطنية، مع التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

أبدى أكثر من نصف أفراد العينة (51%) تفاؤلهم بالفريق الوزاري، فيما ارتفعت النسبة إلى 55% بين قادة الرأي، هذه الأرقام تشير إلى وجود ثقة عامة في قدرة الحكومة على المضي قدماً في معالجة القضايا الوطنية، خاصة مع الإشادة بأداء رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي أظهر التقرير تفوقه مقارنة بحكومات سابقة.

رغم المؤشرات الإيجابية، أشار التقرير إلى أن قضيتي البطالة والفقر تتصدران قائمة التحديات المحلية، حيث أبدى 49% من المواطنين قلقهم بشأن البطالة، و46% أشاروا إلى الفقر كمشكلة رئيسية. هذا التحدي يجعل من الضروري على الحكومة تسريع خطواتها لتوفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وفق التقرير، يطالب 32% من المواطنين بقرارات حكومية لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، بينما يرى 21% ضرورة العمل على الحد من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، كما أشار 15.5% إلى أهمية رفع الرواتب وتطبيق الحد الأدنى للأجور، أما في الجانب الاجتماعي، ركز المواطنون على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، بينما شدد قادة الرأي على ضرورة تعزيز التعليم بنسبة 52% ورفع مستوى الرعاية الصحية بنسبة 30%.

يرى 49% من المواطنين أن الحكومة يجب أن تركز على تنفيذ مشاريع كبرى في قطاعات حيوية مثل المياه والطاقة والنقل، كما دعا 37% إلى تسهيل إجراءات الاستثمار وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

خلص تقرير مركز الدراسات إلى أن حكومة الدكتور جعفر حسان، حصلت على تقييم إيجابي يفوق التقييمات التي حصلت عليها حكومات سابقة بعد مرور 100 يوم من تشكيلها. ويُظهر هذا التفاؤل إيمان الأردنيين بقدرة الحكومة على تجاوز التحديات وتحقيق الإنجازات الملموسة.

ختاما إن مئة يوم ليست كافية لحل جميع القضايا، لكنها تُعتبر مؤشراً على اتجاه الحكومة وأولوياتها، ومع استمرار المتابعة الشعبية وثقة المواطنين، تبدو حكومة الدكتور جعفر حسان في وضع جيد لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لوطنا الغالي الأردن الذي نحب ونعشق.

جامعة البترا - كلية الإعلام

ــ الراي

oubaidahrbabah@gmail.com