صالح الراشد يكتب : نتنياهو وترامب خطر على البشرية والنصر يحتاج للعمل
صالح الراشد
تشابه كبير بين فكر وتصرفات رئيس الولايات المتحدة ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو لدرجة أن حديثهما يتطابق وكأنه صادر من مركز واحد، ويبدو أن تزامنهما سوياً في الحكم، سيشكل الخطر الأعظم على وجود البشرية كونهما يبحثان عن إشعال الحروب ويرفضان السلام مع أي أحد كونهما يفتقدان للسلام الداخلي، فهما وللحق مضطربان نفسياً ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهما وكل منهما يعتبر الأخطر الأكبر على الكيان الذي يقوده، لا سيما أن الكيانين ولدا بطريقة شيطانيّة قائمة على الإجرام والمذابح الجماعية والتهجير وصناعة الكنتونات المغلقة للسكان الأصليين، وتحويلهم لمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة وصولاً لمرحلة الاختفاء الكلي للشعبين الهنود الحمر والفلسطيني.
وكان نتنياهو قد عرض في الأمم المتحدة خريطة جديدة للكيان الصهيوني تضم أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر والسعودية، وعلى ذات الطريقة يسير ترامب الذي طالب من كندا بالانضمام للولايات المتحدة وهدد بالسيطرة على بنما وجرينلاند بالقوة العسكرية، ولن يتوقف ترامب عند هذا حيث سيطالب في وقت قادم باحتلال المكسيك وكوبا لصناعة أكبر دولة في العالم، والمشترك أيضاً بين الرجلين أن فضائحما تُطاردهما في كل مكان وهما مُطاردان قضائياً في قضايا فساد وتحرش جنسي، وهذا مؤشر خطير إلى أن من يسيّرهما يضع في طريقهما العراقيل بعد دراسة نفسية وسلوك كل منهما لفرض السيطرة المطلقة عليهما لجعلهما مجرد دمى متحركة.
لقد أثار نتنياهو صراع في منطقة الشرق الأوسط لن ينتهي بسهولة وعلى ذات الطريق سار ترامب بإشعال قارة أمريكا الشمالية، وجعلا إنهيار المنظومة الدولية بكاملها من منظمات دولية تتقدمها الأمم المتحدة وأحلاف عسكرية متصارعة مسألة وقت، ويبدوا أن حماقة الرجلين وجنونهم سيصب في مصلحة مصانع الأسلحة في المقام الأول، وهي التي تشكل الركن الأساسي في الدولة العميقة التي تحكم العالم الغربي وتتحكم بقياداته وهي التي أوصلتهم مع شركات الأوراق المالية وصناعة الأدوية لسدة الحُكم، وبالتالي فجميع هؤلاء القادة مجرد بيادق تحركهم الدولة العميقة التي تعمل على تحويل العالم أجمع لثكنة عسكرية مما يؤشر لقرب نهاية العالم الذي نعرفه حالياً.
لقد نجح أجداد ترامب في إلغاء الهنود الحمر من الصورة لكن نتنياهو ورغم جرائمه إلا أنه فشل في إبعاد الفلسطينين من الصورة، كونهم يتصدون لخطر الإندثار بسياسات متنوعة وهو ما يصيب الخطط الصهيونية في مقتل فيما ترتقي هذه السياسات بالقضية الفلسطينية رغم الهمجية السياسية الأمريكية، وندرك أن العالم يخطط لسنوات قادمة لعمليات الاحتلال والتطور والارتقاء، فيما نحن كعرب نجلس بلا حراك منتظرين أي كارثة طبيعية تُصيب الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة لنقول بأنها انتقام إلاهي وانتصاراً للعرب ثم نبقى دون حراك بانتظار الكارثة القادمة، وبهذه الطريقة يحاول الكثيرون التخلي عن مسؤلياتهم والهروب من دورهم الأساسي في النهضة والعمل والإعداد متناسين أمر الله عز وجل بالإعداد ليصبحوا متواكلين، ولن يعيدهم لصحوتهم إلا درة عمر بن الخطاب وهو ينزلها على رؤوسهم ليعلموا أن السماء كما لا تمطر ذهباً وفضة ولن تنصر المتوكلين المختبئين في زوايا الأرض.
آخر الكلام:
كعرب نُكثر من الشماعات حتى نوهم أنفسنا بأننا على صواب، فنهرب من جريرة قلة الإعداد والاستعداد والهزيمة ونحملها لغيرنا، ونقفز على الكوارث ونعتبرها إنتصار لنا رغم أنها من فعل الطبيعة، لأنه حين فقدنا النصر بقوتنا وفكرنا وعملنا إصطنعنا النصر لعلنا نكبُر في أعين أنفسنا.