الأخبار

كمال زكارنة يكتب : خرائط اسرائيل التوسعية.

كمال زكارنة  يكتب : خرائط اسرائيل التوسعية.
أخبارنا :  

كمال زكارنة:
ليست المرة الاولى التي يشهر فيها الاسرائيليون خرائط ما يسمونها اسرائيل التاريخية،التي تشمل فلسطين كاملة واجزاء من الاردن وسوريا ولبنان ،وربما دولا عربية اخرى .
فقد سبق واشهرها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وغيرهم ،في الامم المتحدة وباريس وعواصم ودول اوروبية خلال مؤتمرات ومناسبات عالمية.
واليوم بدأت حملة النشطاء الاسرائيليين على صفحات التواصل الاجتماعي ،في نشر واشهار تلك الخرائط التي تبناها قبلهم ونشرها واشهرها ،رئيس وزراء الكيان واعضاء خكومته اليمينية المتطرفة .
هذه الافعال التي تعبر عن خطط ونوايا توسعية عدوانية اسرائيلية ضد الدول العربية،يجب النظر اليها وبخطورتها بكل جدية وحذر وانتباه،لانها تحمل تهديدات جدية وحقيقية للاراضي العربية المحيطة بفلسطين،خاصة ان الذين يقومون على هذا المخطط التوسعي ،كانوا في السابق يجلسون على مقاعد المعارضة في الكنيست ،وينادون بتنفيذه ،لكنهم اليوم اصحاب القرار وقادرين على التنفيذ والمغامرة بالاجراءات العملية ،كونهم في موقع القرار .
نشر مثل هذه الخرائط ليس صدفة، ولا من مجموعات مراهقة ،او استفزازية ،ولكنها نوايا ومخططات استراتيجية للكيان المحتل،ولا بد هنا ان نذكر باحداث مهمة مرتبطة بشكل مباشر بهذه الخرائط،اهمها عندما اكتشفت وزارة السياحة الاردنية في زمن الوزيرة مها الخطيب ،السياح الاسرائيليون وهم يدفنون اثارا يهودية مزورة ومصطنعة في الاراضي الاردنية،للادعاء في وقت لاحق بانها اراض اسرائيلية وفيها اثار تواراتية وتلمودية وغيرها ،ثم عندما هاجمت اسرائيل جنوب لبنان وتوغل جيش الاحتلال في الجنوب،وتمكنت المقاومة اللبنانية من قتل اشهر مؤرخ اسرائيلي في احدى البلدات الجنوبية ،وهو يقوم بتزوير التاريخ في الاراضي اللبنانية لصالح الكيان ،ويعمل على دس اثار يهودية هناك واخفائها وتخبئتها ،للاستشهاد بها لاحقا بانها اراض ومواقع اسرائيلية،كما حصل نفس الشيء عندما توغلت قوات الاحتلال في الاراضي السورية الشهر الماضي ،قامت مجموعات من المختصين بعلم الاثار والتاريخ بنفس الاعمال في الاراضي السورية ،لاثبات الكذب والتزوير الاسرائيلي بوجود اثار لليهود عبر التاريخ في تلك الاراضي .
هذا الاسلوب الكاذب والتزويري، الذي يستخدمه الاحتلال في تزوير وتغيير الروايات التاريخية والدينية في الاراضي العربية ،وسرقة التاريخ والحضارة العربية ،والادعاء بانها يهودية ،تهدف الى التوسع الجغرافي في الاراضي العربية لتنفيذ المشروع الصهويني التاريخي فيها،بالقوة العسكرية ان اقتضى الامر ،وبمساعدة الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ،بعد اقناعهم بانها كانت هناك حضارة يهودية عبر التاريخ ،بالاشارة الى ما دفنوه وخبؤوه من اثار ومعالم يهودية مصنوعة حديثا ومزورة ،في اماكن سرية هم فقط يعلمونها ويعرفونها.
الخرائط واضحة ومعروفة للجميع ،وربما استند نتنياهو وحكومته، الى التصريح العاطفي الذي اطلقه الرئيس الامريكي المنتخب ترامب ،عندما قال بأن مساحة الكيان صغيرة ولا بد من توسعتها ،وهو يقصد على حساب الدول العربية ،اذ لا يمكن توسعتها في الفضاء او في البحر.
هذا التهديد المباشر والخطير الذي يتهدد امن وسيادة وحدود ثلاث دول عربية الى جانب فلسطين المحتلة ،يجب ان يواجه بشجاعة ومواقف صلبة ،واستعداد للدفاع المستميت عن اسقلالها وسيادتها وامنها ،وان تعلم اسرائيل كل العلم ،بأن قيامها بأي خطوات عملية من هذا القبيل ،يعني انها تحفر قبرها بيدها ،لانها سوف تفتح على نفسها اربع جبهات في نفس الوقت ،وهي التي سوف تزول من الوجود، وليس اي دولة اخرى.
وان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة ،هي الضمانة الوحيدة وحائط الصد الوحيد، الذي يوقف ويمنع تنفيذ المخطط والمشروع التوسعي الاسرائيلي في المنطقة العربية.
الخرائط التي يعرضها الاسرائيليون على مختلف مستوياتهم ،هو الشرق الاوسط الجديد الذي طالما تحدث ويتحدث عنه نتنياهو جهارا نهارا.

مواضيع قد تهمك